اليوم العالمي للمدرس.. دعوات لإعادة صياغة مهنة التدريس

احتفى رجال ونساء التعليم أمس الأحد باليوم العالمي للمدرس والذي تخلده دول العالم في 5 أكتوبر من كل عام، حيث تركز احتفالات هذا العالم هذه العام على موضوع “إعادة صياغة مهنة التدريس باعتبارها مهنة تعاونية”.

وسلطت الاحتفالات الضوء على إمكانية التعاون على إحداث تحول بالنسبة إلى المعلمين والمدارس والنظم التعليمية، وإعادة صياغة التعليم باعتباره تعاونيا بطبيعته، ومدعوما بالسياسات والممارسات والبيئات التي تقدِّر الدعم المتبادل ومشاركة الخبرات وتحمل المسؤوليات المشتركة، وضرورته من أجل تعزيز مهنة التعليم والتعلم وتحقيق الازدهار المهني للمعلمين.

وقامت عدد من المؤسسات التعليمية بالمغرب بتنظيم حفلات لتكريم رجال ونساء التعليم نظير ما يقدمونه من تضحيات لتعليم وتربية الأجيال الصاعدة، وباعتبار هذه المناسبة محطة للاحتفاء بمهنة التدريس وبالعملية التعليمية ككل.

وفي سياق التعاون وإعادة صياغة مهنة التدريس، يرى الخبير التربوي والوزير السابق الدكتور خالد الصمدي أن طلب إدماج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين في المدارس العليا للتربية والتكوين في مؤسسة واحدة تابعة للتعليم العالي بمسارين جاء لتلبية حاجة مؤسسات التكوين العليا من الأطر العلمية والتربوية المؤهلة، وامتدادا طبيعيا لتنزيل الاستراتيجية الوطنية لتكوين الأطر التربوية التي انطلقت سنة 2018، ومسار تسنده مقتضيات القانون الإطار.

ودعا الصمدي، في تدوينة له بمناسبة هذا اليوم على منصة “فايسبوك”، إلى مناقشة الإجراءات التنفيذية لطبيعة هذا الإدماج بين وزارة التربية الوطنية ووزارة التعليم العالي في إطار تقييم المشروع واستشراف آفاقه لأن جودة تكوين الموارد البشرية هو المدخل الرئيس لتحقيق أهداف إصلاح المنظومة التربوية وتجويد مخرجاتها.

وحددت وزارة التعليم العالي مسارين لإدماج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين: مسار مهني مستمر من خمس سنوات بعد الباكالوريا ( إجازة تربية تكوين نظري في علوم التربية والتخصص + سنتين للجانب التطبيقي في جميع مهن التربية والتكوين )، ومسار بحثي بعد الإجازة (ماستر دكتوراة).

وفي علاقة التدريس بالإبداع، ذهب القاص والروائي مصطفى لغتيري، في تدوينة، إلى أن هذه العلاقة متينة، ولن تنفصم عروتها الوتقى، معتبرا أن المدرس الناجح هو فنان مبدع برغم انضباطه للمذكرات والبرامج المقررة، فهو يجترح طرقه الخاصة في التدريس، تجعل منه أستاذا مميزا عن غيره من الأساتذة، وهو يلقي درسه أمام تلاميذه يجتهد في شد انتباه جمهوره.

وأشار لغتيري إلى أن الأستاذ بالإضافة إلى مهمته الأساسية المتمثلة في التدريس، فإنه كذلك منشط فنان، يشرف على إعداد الأنشطة الموازية من مسرح ورسم وغيرهما، وهو كذلك محلل نفسي يحتاج إلى التوغل عميقا في نفوس تلاميذه، حتى يميز بين ذكاءاتهم واستعداداتهم النفسية ومدى قدرتهم على التعلم، وهو كذلك مصلح اجتماعي، ينصت إلى تلاميذه، ويحاول أن يجد حلولا لمشاكلهم الاجتماعية التي لا تنتهي، ولو عبر الإنصات والتوجيه والمواساة.

ويؤكد القاص والروائي المغربي أن الأستاذ مبدع حتى وإن لم يمارس الكتابة بشكل فعلي، إنه يبدع في الحياة، في التدريس وفي الأنشطة الموزاية، وفي مواكبة تلاميذه في شتى المجالات، ويكفيه فخرا أن كل كاتب مهما علا شأنه حين يسأل عن بداياته في الكتابة، يشير بفخر إلى أن أستاذته أو أستاذه هو من شجعه على الكتابة بعد الاطلاع على خربشاته الأولى.

وفي سياق متصل بالموضوع، أكدت وزارة التربية الوطنية و التعليم الاولي و الرياضة في رسالة موجهة إلى الأطر التربوية والإدارية بمناسبة اليوم العالمي للمدرس أن الوزارة تواصل العمل على تحسين ظروف الاشتغال والاستقبال بالمؤسسات التعليمية، وتوفير كافة شروط الارتقاء الاجتماعي والمهني للأسرة التعليمية.

وقررت الوزارة تسريع وتيرة تعميم نموذج “مدارس الريادة” ليشمل كافة ربوع الوطن، في إطار خارطة الطريق 2022-2026 الرامية إلى إرساء مدرسة عمومية ذات جودة ومنصفة ودامجة لجميع الأطفال استنادا إلى النتائج الإيجابية والمشجعة التي كشفت عنها التقييمات المنجزة، والتي تحققت بفضل الانخراط الواعي والمسؤول والجهود المتميزة للفرق التربوية من أساتذة وأستاذات ومفتشين ومديرات ومديرين للمؤسسات التعليمية وكافة الأطر الأخرى المساهمة في تنمية وتطوير هذا النموذج التربوي.

وأوضحت الوزارة أن هذه الجهود لا تهدف فقط إلى الارتقاء بجودة العملية التعليمية، بل تسعى لجعل المدرسة فضاء يستجيب لتطلعات المتعلمين ويلبي احتياجات أسرهم، ويساهم بشكل فعال في مسيرة البناء الديمقراطي والتنموي الشامل والمستدام. وتابع المصدر أن الوزارة وكل مكونات المنظومة التربوية، يعملون جميعا لهدف أسمى وهو خير ورفعة وازدهار البلاد، تحت قيادة الملك محمد السادس.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى