اليوم العالمي للسكان يؤكد على أهمية البيانات الشاملة من أجل مستقبل منصف للجميع
يصادف 11 يوليوز من كل عام إحياء اليوم العالمي للسكان لتعزيز الوعي بالتغيرات الديموغرافية وعلاقتها بالتنمية المستدامة. وبهذه المناسبة أصدر صندوق الأمم المتحدة للسكان تقريره عن حالة سكان العالم 2024 بعنوان “أقدارٌ مغزولة بخيوط الأمل: إنهاء أوجه انعدام المساواة في الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية”.
وتم هذا العام اختيار “احتضان قوة البيانات الشاملة نحو مستقبل مرن ومنصف للجميع” كشعار لهذا اليوم، للتأكيد على الأهمية الحيوية للبيانات الموثوقة والشاملة لضمان التقدم للجميع، بما يتماشى مع تحقيق أهداف التنمية المستدامة وبرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية.
ويقدر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن كل دولار يتم استثماره في تعزيز أنظمة البيانات يعود بفوائد اقتصادية بقيمة 32 دولار، إلا أن أقل من 30% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يمتلكون البيانات المطلوبة لرصد التقدم المحرز في نصف مؤشرات أهداف التنمية المستدامة، مما يشير إلى أهمية الالتزام بتحسين جودة البيانات الشاملة والمصنفة، وتوافرها لضمان التوجيه الفاعل للسياسات والبرامج بما يضمن عدم ترك أحد خلف ركب التنمية.
خيارات النساء والفتيات مهمة
تشكل النساء 49.7٪ من سكان العالم، ومع ذلك غالبًا ما يتم تجاهل النساء والفتيات في المناقشات حول التركيبة السكانية التي غالبا ما تنتهك حقوقهن في السياسات السكانية.
يؤدي هذا الظلم المتفشي إلى إقصاء النساء والفتيات من المدرسة والقوى العاملة والمناصب القيادية؛ ويحد من مهماتهن وقدراتهن على اتخاذ القرارات التي تتعلق بصحتهن وحياتهن الجنسية والإنجابية؛ كما ويزيد من تعرضهن للعنف والممارسات الضارة والتسبب في وفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها، حيث تموت امرأة كل دقيقتين بسبب الحمل أو الولادة.
الاتجاهات السكانية العالمية
استغرق وصول عدد سكان العالم إلى مليار نسمة مئات الآلاف السنين، ثم زاد سبعة أضعاف في خلال 200 سنة فقط. ففي عام 2011، وصل عدد سكان العالم إلى سبعة مليارات نسمة، وبلغ ذلك العدد 7.9% مليار نسمة في عام 2021، ومن المتوقع أن يصل إلى زهاء ثمانية ونصف مليار نسمة في عام 2030، كما يُتوقع أن يزيد عن 9.7 مليار نسمة مع حلول عام 2050، وأن يصل إلى 10.9 مليار نسمة في عام 2100.
وكانت زيادة عدد من وصولوا إلى سن الإنجاب هي السبب وراء هذا النمو في عدد السكان، كما صاحبت هذا النمو تغيرات كبيرة في معدلات الخصوبة، وزيادة التحضر وتسريع الهجرة. وسيكون لهذه الاتجاهات آثار طويلة الأمد على الأجيال المقبلة.
وشهد الماضي القريب تغيرات هائلة في معدلات الخصوبة وكذلك متوسط العمر. ففي أوائل السبعينيات، كان متوسط عدد الأطفال لكل امرأة هو 4.5 طفل، وبحلول عام 2015 انخفض إجمالي الخصوبة للعالم إلى أقل من 2.5 طفل لكل امرأة. وفي الوقت نفسه، ارتفع متوسط العمر على الصعيد العالمي، من 64.6 سنة في أوائل التسعينات إلى 72.6 سنة في 2019.
وبالإضافة إلى ذلك، يشهد العالم مستويات عالية من التحضر وتسارع الهجرة. وكان عام 2007 هو أو عام يزيد فيه عدد سكان المناطق الحضرية عن عدد سكان المناطق الريفية. ومن المتوقع أن يعيش حوالي 66% من سكان العالم في المدن بحلول عام 2050.
هذه الاتجاهات الهائلة لها آثار طويلة الأمد. فهي تؤثر في التنمية الاقتصادية والعمالة وتوزيع الدخل والفقر والحماية الاجتماعية. كما أنها تؤثر في الجهود المبذولة لضمان حصول الجميع على الرعاية الصحية والتعليم والإسكان والصرف الصحي والمياه والغذاء والطاقة. ولتلبية احتياجات الأفراد بشكل أكثر استدامة، يجب أن يطلع صانعو السياسات على عدد من يعيشون على الأرض وأماكنهم وعدد من سيخلفونهم فيها.