الولايات المتحدة تجدد التزامها بفتح قنصلية بالصحراء المغربية

جدّدت الولايات المتحدة الأمريكية التزامها بفتح قنصلية لها في الصحراء المغربية. وأكدت على وضوح موقفها من سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وضرورة الوصول إلى حلّ إيجابي ودائم لهذه القضية.

وقال مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط “أعتقد أن خطاب جلالة الملك محمد السادس الأخير كان واضحا جدا؛ إذ تطرّق فيه إلى هذا الموضوع الحيوي، كما تناول الجانب المتعلق بالجزائر، سواء في ما يخص العلاقة مع الشعب الجزائري أو مع الجزائر كدولة وحكومة”.

وأشاد بولس في حوار مع قناة “الشرق”، بالخطاب الملكي قائلا: “لقد كان تصريح جلالة الملك تصريحا تاريخيا، أكّد من خلاله عزمه على العمل من أجل إيجاد حلّ نهائي لقضية الصحراء يكون مرضيّا لجميع الفرقاء، لأن المطلوب هو حلّ دائم وشامل”.

واستحضر أهمية استحقاق المرحلة الأممية خلال الأسبوعين المقبلين، حيث سيجتمع مجلس الأمن الدولي للتصويت على تجديد ولاية البعثة الأممية ومناقشة المسائل المتصلة بها، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية.

وأكد بولس تعويل الولايات المتحدة على حكمة جلالة الملك ونبله، وعلى الموقف التاريخي الذي عبّر عنه، وكذلك على التعاون مع جميع الدول الإفريقية، بما في ذلك الجزائر التي تربطه بها علاقات ممتازة، مشيرا إلى الزيارة التي قام بها مؤخرا إلى الجزائر، ولقائه مع الرئيس الجزائري واصفا الزيارة بالمثمرة للغاية، خاصة في ما يتعلق بهذا الملف.

وكشف الدبلوماسي الأمريكي عن انفتاح جزائري على إيجاد تسوية سلمية تعيد الدفء إلى العلاقات المغاربية،  ورغبتها في إيجاد حلّ جذري ونهائي لهذه القضية، وإبداء استعدادا لتحسين العلاقات مع المغرب وجيرانه. كما ترحب بإعادة بناء جسور الثقة مع الشعب المغربي، ومع جلالة الملك، والحكومة، والدولة المغربية. مؤكدا أنه “في النهاية، البلدان شعبان شقيقان وجاران يجمعهما تاريخ مشترك وعدد كبير من القيم والمصالح المتداخلة”.

وأوضح بولس أن النزاع الذي دام عقودا بلغ اليوم منعطفا حاسما يستدعي طي صفحته نهائيا خصوصا وأن هذا النزاع، سيكمل خلال أيام قليلة، خمسين سنة من عمره، و”حان الوقت فعلا لوضع حدّ نهائي له”.

ووجه مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط الشكر إلى شركائه الأوروبيين الذين عمل معهم عن قرب، وعلى رأسهم فرنسا، إلى جانب المملكة المتحدة وإسبانيا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى. مبديا تفاءله اليوم أكثر من أي وقت مضى بإمكانية الوصول إلى حلّ إيجابي ودائم لهذه القضية.

يأتي هذا التصريح في خضمّ تطورات دبلوماسية متسارعة نحو إيجاد حل نهائي لقضية الصحراء المغربية، ومع اقتراب جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة للتصويت على تمديد ولاية بعثة “المينورسو”، وتزامنا مع الذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى