الهدى المنهاجي في سورة الحجرات (18) – عبد الحق لمهى
” في أن باطن الاثم وأدران النفس الخفية هي من أولويات التوبة والإصلاح، ومن أول شروط الانطلاق في السير إلى الله لمن رام صادقا الوصول إلى رضا مولاه ذلك أنه لا وصول لعبد ما تزال نفسه ملطخة بأوساخ الناس، سخرية منهم، أو لمزا لهم ونبزا، أو ظنا بهم ظن سوء، أو غيبة وتجسسا، فالسير إلى الله عروج بالروح، وتحليق بها في فضاءات المعرفة بالله، والتبتل إليه جل ثناؤه وعلاه، والقلب المثقل بالأوساخ لا قدرة له على الانطلاق ولا على بدء المسير، بله أن يكون ممن يحلق أو يطير.
فيا قلبي المغرور متى تتخلص من جهلك العظيم بحق الله، وبشروط السير إلى جمال رضاه، وإلى متى وأنت تلعب بك الأماني الشيطانية، والتسويفات الشهوانية، فوا حسرة على قلب مرغ لسانه في أو حال التراب، وعمي عن لهيب الحساب.”[1]
———
[1] ـ مجالس القرآن، فريد الانصاري ، ج1، ص 390.