الهجمات المعادية للإسلام في بريطانيا تتصاعد وتستهدف مساجد ومدارس
تعرضت سبعة مساجد ومراكز مجتمعية ومدرسة ابتدائية في لندن لاعتداءات تخريبية، وكُتبت شعارات معادية للإسلام مثل “أوقفوا الإسلام” و”إعادة التوطين” على جدران تلك المباني. وتثيرهذه الهجمات القلق من تصاعد خطير لظاهرة الإسلاموفوبيا في المملكة المتحدة.
ووفقا لتقارير شبكة “سكاي نيوز Sky News”، كشفت التحقيقات الأولية عن تورط مجموعة متطرفة تنشط عبر تطبيق “تليغرام”، حيث عرضت مكافآت مالية تصل إلى 100 جنيه إسترليني لكل شخص يشارك في تخريب المباني المستهدفة.
وأكدت التقارير أن سلسلة الاعتداءات بدأت في مسجد “ويست نوروود” في 6 يناير الجاري، واستمرت حتى استهداف مدرسة “نور الإسلام” الابتدائية في 25 من الشهر نفسه.
وأثار هذا التصعيد موجة غضب واستياء في أوساط الجاليات المسلمة، حيث وصف المجلس الإسلامي البريطاني الهجمات بأنها “تهديد صريح لقيم المجتمع البريطاني”، مشددا على ضرورة اتخاذ إجراءات وطنية عاجلة لمواجهة الإسلاموفوبيا ومعالجة جذورها.
من جانبها، وصفت شرطة العاصمة البريطانية هذه الحوادث بأنها “صادمة”، مؤكدة تكثيف التحقيقات لتعقب الجناة، رغم عدم تسجيل أي اعتقالات حتى الآن. وفي ظل تنامي المخاوف، عززت السلطات إجراءات الأمن بالتنسيق مع قادة المجتمع المحلي، إلا أن الغضب الشعبي يتزايد مع كل يوم يمر دون تحقيق العدالة.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن الحوادث المعادية للإسلام تضاعفت منذ شهر أكتوبر 2023 بأكثر من ثلاث مرات، في حين شهدت البلاد موجة شغب عنيفة في شهر غشت 2024، غذّتها شائعات وأجندات يمينية متطرفة.
وفي مواجهة هذه الظاهرة المقلقة، تتزايد الدعوات للوحدة واليقظة. ودعا المجلس الإسلامي البريطاني إلى الوقوف “صفّا واحدا ضد الكراهية والانقسام”، مطالبا بتحرك فوري لتجنب تكرار هذه المآسي.
ويرى مراقبون أن هذه الهجمات تتجاوز كونها أعمالا تخريبية، معتبرين أنها جرس إنذار يسلط الضوء على تهديد متنام للنسيج الاجتماعي البريطاني، محذرين من عواقب وخيمة ما لم تتحرك السلطات بشكل حاسم لكبح جماح الكراهية.