النقب2.. رفض شعبي واسع و الاحتلال “الإسرائيلي” الرابح الوحيد من التطبيع
روجت وسائل إعلام صهيونية تاريخا جديدا لانعقاد “قمة النقب2” التي لم تنعقد في مارس الماضي بسبب تصعيد الكيان المحتل ضد الشعب الفلسطيني. وتوقعت صحيفة “ها آرتس” اجتماع وزراء خارجية الكيان الصهيوني والولايات المتحدة والامارات ومصر والبحرين والمغرب، نهاية الشهر المقبل في المغرب لحضور الاجتماع الثاني لـ “منتدى النقب” الذي تأسس العام الماضي وسط رفض شعبي واسع.
وكشفت “ها آرتس” أن من أهم أسباب تأجيل عقد قمة النقب 2 هو رفض الولايات المتحدة الأمريكية، انعقاد القمة بالصحراء المغربية رغم رغبة المغرب في اجتماع وزراء الخارجية المشاركين بالقمة في الصحراء المغربية. وأكد ذات المصدر أن إدارة بايدن عارضت الموقع الذي اختاره المغرب .
ولم يشر الاتصال الهاتفي خلال الأسبوع الماضي الذي جمع وزيري خارجية المغرب وأمريكا، ناصر بوريطة وأنطوني بلينكن إلى موعد هاته القمة، رغم الحديث عن أهميتها مما يحيل على فرضية تأجيل جديد خاصة مع إصرار المغرب على تنظيمها بالصحراء المغربية وسط رفض أمريكي، مما يؤكد في نظر عدد من المراقبين أن الاحتلال “الإسرائيلي” الرابح الوحيد من التطبيع، واستمرار مسلسل سقوط نظرية دعاة المكاسب من التطبيع وسط حديث عن تفاوض الكيان مع دولة عربية أخرى للانضمام إلى القمة يقال إنها ليبيا.
ووصف عزيز هناوي الكاتب العام لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين في تدوينة له على موقع “فايسبوك” استضافة المغرب لهذه القمة بالخيانة مستحضرا طلب المغرب باستضافتها في الصحراء المغربية وسط رفض للولايات المتحدة الأمريكية وعلق على ذلك بقوله “مطلوب أن نخون فلسطين..دون أن نحقق ذرة مكسب”.
وسجل هناوي أن المغاربة لا يقبلون ولا ينتظرون من “خيانة قمة النقب-2” أن تعطيهم صك شرعية مغربية الصحراء مؤكدا أن “الصحراء مغربية بالتاريخ و القانون والاجتماع والواقع والإرادة الوطنية الجامعة، وأما حكاية التجارة بالموقف من فلسطين وتقديم قربان التطبيع على مذبح التسول الدبلوماسي فذلك يرفضه كل مغربي و مغربية”.
وأبدت الكاتبة والأديبة المغربية، خناتة بنونة خلال كلمة سابقة لها في ندوة بالدار البيضاء قلقها من تأثير الصهيونية في المغرب، مؤكدة في الوقت نفسه أن المملكة تظل آمنة رغم أنها تواجه تحديات الخبث.
واعتبر بلاغ مشترك سابق صدر في يناير الماضي بين مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين وحركة التوحيد والإصلاح أن “منتدى النقب” حلقة خطيرة في مسار التطبيع والانخراط في حلف للدول المطبعة مع الكيان الصهيوني برعاية الإدارة الأمريكية.
كما اعتبروا المنتدى حلقة تحمل تهديدا واضحا للأمن القومي لبلدنا وأمتنا العربية والإسلامية من خلال السعي لتوظيف الدول العربية المنخرطة في التطبيع في عدد من مناطق الصراع الإقليمية لمصلحة العدو الصهيوني، وضدا على موقف الشعوب المساند دوما للقضية الفلسطينية والرافض للتطبيع.
ودعا الطرفان إلى ضرورة توحيد الجهود والتنسيق بين كافة الفاعلين من أجل نصرة الشعب الفلسطيني ومواجهة التطبيع، كما عبرا عن استعدادهما للتعاون في مختلف الأعمال والمبادرات التي سيتم الإعلان عنها مستقبلا في هذا الإطار.
ونددت شخصيات وطنية بعزم المغرب استضافة قمة “النقب2″، وعبرت في وقفة احتجاجية من أجل فلسطين في مستهل فبراير الماضي أمام البرلمان بالعاصمة الرباط، عن تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني، ومساندة تصديه لجرائم الكيان الصهيوني.
حزب العدالة والتنمية من جهته، عبر عن رفضه التام لاحتضان بلادنا لأي اجتماع بحضور العدو الصهيوني، الذي أعلن وزير خارجيته أن المغرب سيحتضن اجتماع ما أطلق عليه قمة “النقب 2” بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية ومن ضمنها المغرب.
وفي المقابل، كشفت القناة 13 الصهيونية الأسبوع الماضي، أن الدول العربية المشاركة في المنتدى طلبت من الكيان المحتل والولايات المتحدة النظر في تغيير اسمه، حتى لا ينظر إليه على أنه مظلة صهيونية لتجميع هذه الدول العربية، ووفقا للتقرير فإن تل أبيب لم تعارض هذا الاقتراح.
وانطلقت أعمال الاجتماع الأول لمجموعات عمل دول “منتدى النقب” في أبو ظبي يناير الماضي بحضور مسؤولين من الدول الست الأعضاء، أمريكا والكيان الصهيوني والدول العربية المطبعة.
يذكر أنه بعد هذ المسار التطبيعي، تصاعدت حدة الانتهاكات الصهيونية في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة وشملت؛ القدس، والضفة الغربية والداخل المحتل، وأيضا قطاع غزة الذي شن عليه الاحتلال مؤخرا عدوانا عسكريا، أدى إلى استشهاد 33 فلسطينيا بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 190 آخرين بجروح مختلفة، إضافة إلى تدمير العديد من المنازل والشقق السكنية.
موقع الإصلاح