ندوة مجلس شورى القرويين: دعوات لتعزيز الانسجام الفكري داخل صفوف الحركة وتجديد الخطاب

نظم مجلس الشورى الجهوي لحركة التوحيد والإصلاح بالجهة الكبرى للقرويين ندوة جهوية يوم الأحد 24 محرم 1446هـ، الموافق لـ20 يوليوز 2025  بالمركب التربوي فاطمة الفهرية بفاس تحت عنوان: “الانسجام الفكري في صفوف الأعضاء والمتعاطفين والحاجة إلى تقوية التأطير الدعوي والتربوي والفكري للشباب”.

شهدت الندوة مشاركة وازنة من أعضاء المكتب التنفيذي، حيث قدموا مداخلات فكرية وتنظيمية عميقة، أعقبها تعقيبات علمية لمفكرين وأكاديميين من داخل الحركة.

وافتتحت الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة افتتاحية للأخ عيسى البعير مسؤول الجهة الكبرى للقرويين، لتنطلق أشغال الندوة، حيث استهل نائب رئيس الحركة، الدكتور رشيد العدوني، أشغال الندوة بمداخلة بعنوان: “ضوابط الانسجام المطلوب بصدد القضايا الداخلية: مدونة الأسرة نموذجاً”، سلط فيها الضوء على أهمية تعزيز التماسك الداخلي والانسجام المرجعي في صفوف الحركة، لا سيما في ظل النقاشات الوطنية حول مراجعة مدونة الأسرة. وشدد على أن الاختلاف في وجهات النظر ينبغي أن يظل منضبطًا بالضوابط المنهجية والمؤسساتية، لضمان وحدة الرؤية والقرار داخل الحركة.

وعقبت الدكتورة إيمان السلاوي على المداخلة، و أبرزت ضرورة إعمال الاجتهاد الجماعي عند التعامل مع قضايا الشأن العام، كما دعت إلى ترسيخ ثقافة الحوار الداخلي الرشيد الذي يساهم في تحصين الحركة من التصدعات الفكرية أو التنظيمية.

وتطرق المداخلة الثانية للمهندس عبد الرحيم شيخي لموضوع: “الوعي بقضايا الأمة وتوحيد المرجعية الفكرية”، مستعرضًا ثلاث قضايا محورية: المقاومة، والطائفية، والعلاقة مع الأنظمة. وشدد على ضرورة توحيد المواقف والمرجعيات الفكرية داخل الحركة إزاء هذه القضايا، في ظل مشهد دولي متغير ومعقد، بما يضمن فاعلية الحضور الدعوي والسياسي للحركة دون انزلاق أو غموض في التموقعات.

وفي تعقيبه، أضاف الدكتور عمر جدية، بعدًا معرفيًا للنقاش، مبرزًا أهمية إعادة تأصيل العلاقة بين الفكر الإسلامي وقضايا الأمة المعاصرة، كما دعا إلى تعزيز تكوين الأعضاء في المجالات الفكرية والسياسية ذات الصلة بالسياق الدولي والإقليمي.

أما الدكتور عبد العزيز الإدريسي، فاختار الحديث عن: “رسالة الإصلاح التربوي والقيمي وسياسة استيعاب الشباب”، مبرزًا الحاجة إلى مقاربة تستوعب تطلعات الشباب وتبني معهم جسور الثقة والانخراط، من خلال برامج تأطيرية تدمج بين التربية والدعوة، وتستجيب لتحديات العصر وقضايا الجيل الرقمي.

وشدد الدكتور عبد الله بوغوتة في تعقيبه على ضرورة الانتقال من مجرد استهداف الشباب إلى إشراكهم الفعلي في صناعة القرار داخل المؤسسات التربوية والدعوية، وتجاوز الأساليب التقليدية في التأطير نحو ممارسات أكثر تفاعلية وواقعية.

المداخلة الأخيرة، قدمها المهندس نور الدين لشهب، وكانت بعنوان: “تجديد الخطاب الدعوي في ظل التحولات الكبرى في الثورة المعرفية والذكاء الاصطناعي”، إذ أبرز التحديات التي تواجه الخطاب الإسلامي في زمن الرقمنة والتغيرات القيمية الكبرى، داعيًا إلى اعتماد لغة جديدة وأساليب عصرية تستوعب التحولات العميقة في أنماط التفكير والتلقي لدى الجمهور.

وأكد الدكتور توفيق بن جلون، الذي قدم التعقيب الأخير، على ضرورة بلورة مشروع تجديدي شامل للخطاب الدعوي، يقوم على فهم عميق لمفاهيم الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، ويستند إلى اجتهاد جماعي يوازن بين الأصالة والمعاصرة.

شكلت هذه الندوة محطة أساسية ضمن جهود الحركة لتعزيز الانسجام الفكري وتطوير أدائها التأطيري، لا سيما في أوساط الشباب، وترسيخ وحدة المرجعية الفكرية والتنظيمية بما يخدم مشروع الإصلاح في شموليته.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى