الموس: هذه أربعة دروس لواقع المسلمين من حدث الهجرة النبوية
عدد الدكتور الحسين الموس أربعة دروس مستخلصة من حدث الهجرة النبوية، والتي نستقبل حلولها يوم غد الجمعة 21غشت2020م، وهذه الدروس، يقول الموس: إنها صالحة ونافعة لواقع المسلمين في وقتنا المعاصر.، وهذه الدروس هي:
الانتصار على النفس
لقد كان أمر الهجرة أمرا شاقا على النفوس، ففيه ترك الوطن الذي ترعرع فيه الإنسان، وفيه السفر إلى بلد لا يعلم كيف سيكون المقام فيه، وفيه التعرض لأهوال السفر …لكن الله تعالى قيّد لدينه من يتغلب على كل ذلك ويقدم حب الله والرسول على كل المحبوبات. ولذلك مدح الله تعالى المهاجرين في الكثير من الآيات، كما لام المتخلفين ممن لا عذر لهم فقال: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا } [النساء: 97، 98] وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه تلا هذه الآية فقال: ” كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ “.
إن المسلم اليوم غير مطالب بالهجرة المادية إلى وطن آخر، لكنه مطالب بأن يهجر المحرمات والموبقات، وبأن يهجر الدعة والراحة، ويهتم بقضايا المسلمين وينتصر لهم بما يستطيعه.
التوكل على الله
لقد جمع حدث الهجرة النبوية بين تفويض الأمر لله تعالى مع الأخذ بكل الأسباب الشرعية، إن قراءة أحداث الهجرة النبوية تؤكد احترام النبي عليه السلام للسنن الكونية، وأخذه بأسباب الحيطة والحذر إلى أبعد الحدود، وبعد ذلك يأتي الاطمئنان لوعد الله تعالى فهو الصاحب في السفر والمؤمن في كل الأهوال: ” ما ظنك باثنين الله ثالثهما”. قال الله تعالى: {الَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا } [التوبة: 40].
إن واقع المسلمين اليوم، والتخاذل الذي يظهره كثير من حكام العرب حيال قضية المسلمين الأولى فلسطين، وغطرسة العدو الصهيوني يدعو إلى مزيد من اليقين في نصر الله تعالى للمستضعفين، وأنه ما ضاع حق وراءه طالب مثابر .
انخراط الأسرة
وذلك من خلال قيام الآباء بإشراك أبنائهم في القضايا الكبرى التي تهم الأمة، وقد تجلى ذلك في آل أبي بكر الذين انخرطوا نساء ورجالا في ترتيب أمر الهدرة النبوية، وفي هجرة بعض الأسر برجالها ونسائها كأسرة جعفر رضي الله عنه وزوجته أسماء بنت عميس….
التاريخ يكتب بمداد المهاجرين والمجاهدين
إن اختيار التأريخ بحدث الهجرة بدل الميلاد الذي عرفه النصارى يعطي هذه الدلالة، ومن ثم فإنه يجب أن نغرس في شباب الأمة الهمة والتطلع لكتابة أحداث عظيمة يخلد بها ذكرهم. إننا اليوم نتذكر النبي عليه السلام وأبي بكر ثاني اثنين وصهيب وأسماء … وغيرهم لأنهم أبلوا بلاء حسنا في خدمة دينهم وقيمهم.
د.الحسين الموس