المكتب الإقليمي للحركة بفاس يوجه نداء للتضامن مع المتضررين بسبب الحجر الصحي
أصدر المكتب الاقليمي للحركة بمدينة فاس، نداء من أجل التضامن والتكافل الأسري والمجتمعي، لمواجهة آثار تفشي وباء “كورنا” ببلادنا، داعيا إلى التضامن مع المتضررين بسبب الحجر الصحي وحالة الطوارئ والتي ستمستمر الى غاية 20 أبريل 2020.
وفيما يلي نص النداء:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آلـــــه وصحابته أجمعين
وبعد؛
نداء من أجل التضامن والتكافل الأسري والمجتمعي.
أيها الإخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات، إن من المبادئ الأساسية في دين الإسلام: (التعاون على الخير مع الغير )، وما أحوج المواطنين والمواطنات في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العالم والتي تعرض على إثرها كثير من أفراد المجتمع من أبناء وطننا العزيز بسبب (الحجر الصحي) الذي فرض على العباد للوقاية من تفشي وباء ( كورونا ) ما أحوجنا إلى أن نترجم هذا المبدأ التعاوني إلى واقع عملي ملموس، مع من تعرضوا لضائقة مالية أو معنوية بسبب حالة الطوارئ التي فقد فيها كثير من المياومين عملهم، وأسباب كسبهم، فالمجتمعات قد تتهيَّأ فيها الفرَص لأعمال الخير والإحسان، وبذْل المعروف للمحروم والعاجز، والعاطل عن الكسب، ومن قدر عليه رزقه في مثل هذه الظروف، وإن التربية بالمواقف واستثمار الأحداث واغتنام الفرص، أسلوب وطريقة قرآنية وسنة نبوية، تربط النفس بالعمل لاستنهاض الهمم وغرس القيم، وتصحيح المفاهيم وترسيخ الإيمان، وأخذ العظة والعبرة وتوظيفها في التوجيه والإصلاح والتذكير.
فالواجب على المسلم بدلا من الاستغراق والانشغال بالأخبار والأسباب والأرقام وتتبع الإحصاءات الرسمية لعدد المصابين والمعافين والموتى، والنصائح المتبع للوقاية المادية لهذا المرض، واجب عليه أن يأخذ العبرة والعظة من هذا الحدث وتلك المصيبة وذلكم البلاء.
ولربما جزع الإنسان أو أصابه هم وغم وحَزن من المصائب الموجعة والأسقام المهلكة، خصوصا إذا نزلت فجأة أو حلت بغتة في ظل استقرار وأمن وأمان، إلا أن المؤمن الموقن بقدر الله وحكمته ورحمته ولطفه يعلم أنها تمحيص للقلوب، وتنبيه لها من غفلتها، فتصبح المحنة منحة وتنقلب البلية إلى عطية. عن أبي يحيى صهيب بن سنان قال: قال رسول الله ﷺ: (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) رواه مسلم
واعلموا رحمكم الله أن (اصطناع المعروف ) باب من أبواب فعل الخير، وبذل الإحسان للخلق، والباعث عليه ما في القلب من رحمة الغير؛ عن أبن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كلُّ معروفٍ صدقةٌ، والدَّالُّ على الخير كفاعله، وإن الله يحب إغاثة اللَّهفان”» صححه الالباني في الجامع .
ومن آثار اصطناع المعروف: أن الناس يحبون من يحسن إليهم، ويسعى لقضاء حوائجهم؛ لأن النفوس مجبولة على حب من يتمنى لها الخير، ويصنع لها المعروف، ويبذل لها ماله وجاهه ووقته ونفسه، وخاصة عند الشدة والمحن ونزول الكوارث، فصنائع المعروف تنشر المودة والسرور، وتقرب القلوب، وتزيل شحناء النفوس، فلا يتقاعس عنها إلا مبخوس الحظ، محروم الأجر والثواب.
وواجب على جميع المواطنين في ساعة العسرة، الاستجابة والامتثال لتوجيهات وتعليمات الجهات الرسمية المعنية، بمختلف التخصصات الأمنية والصحية والإدارية والتعليمية وغيرها، وتحمل أعلى درجات المسؤولية وتقديم المصلحة المجتمعية العامة على المصالح الفردية الضيقة، والتعاون مع الجميع بما يضمن الاستقرار وعودة الحياة إلى طبيعتها وتجاوز المحنة، قال سبحانه:﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة:2).
اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين، واحفظ البشرية جمعاء من الأمراض والأوبئة، وارزقنا الأمن والأمان والإيمان والاطمئنان والاستقرار، وارحم موتى المسلمين، واشف مرضاهم، وعاف مبتلاهم، واصرف عنا السوء وجميع الأسقام.
حرر بتاريخ :4 شعبان 1441 ه بفاس
الموافق ل: 29 مارس 2020
المكتب الإقليمي لحركة التوحيد والإصلاح بفاس