المقاومة الفلسطينية تخلط أوراق الاحتلال والأخير يغزو رفح وسط استغراب دولي
خلط الرد الإيجابي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” بشأن الهدنة أوراق الاحتلال “الإسرائيلي”، ودفعه نحو المزيد من الافتضاح أمام العالم، بالإقدام على احتلال معبر رفح، والتهديد باجتياح مدينة رفح، وهو ما خلف ردود فعل دولية أدانت عدوان الاحتلال.
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) موافقتها على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي قدمه الوسطاء في قطر ومصر، غير أن جيش الاحتلال أعلن بدء هجوم “مباغت” شرق رفح. وقالت حماس إن الاجتياح يؤكد نية الاحتلال تعطيل جهود الوساطة لوقف إطلاق النار.
وفي هذا الشأن، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أي هجوم على رفح سيكون خطأ إستراتيجيا، داعيا الاحتلال “الإسرائيلي” إلى الانخراط في مفاوضات سلام فورا، محذرا من أن أي هجوم عسكري على رفح ستكون له تداعيات كارثية.
وأعربت جنوب إفريقيا، التي رفعت دعوى ضد الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية، عن شعورها بـ”الدهشة” من الأمر الذي أصدرت الاحتلال “الإسرائيلي” بإخلاء مدينة رفح جنوب قطاع غزة بالقوة المفرطة، تمهيدا لاجتياحها برا.
ويواصل الاحتلال “الإسرائيلي” الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
وأعلنت الصين وفرنسا معارضتهما للهجوم البري الإسرائيلي على رفح، معتبرتين أنه سيؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق في قطاع غزة، وفق بيان مشترك الثلاثاء، للرئيس الصيني شي جين بينغ، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأدانت مصر الثلاثاء، سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري جنوبيّ قطاع غزة، واعتبرته تهديداً لحياة أكثر من مليون فلسطيني. كما قالت الرئاسة الفلسطينية، إن احتلال معبر رفح الحدودي مع مصر جنوب قطاع غزة والتهديد بتهجير المواطنين من مراكز الإيواء “جرائم حرب”.
وحذرت السعودية من مخاطر استهداف إسرائيل لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، ودعت المجتمع الدولي إلى وقف “حرب الإبادة” على الشعب الفلسطيني، وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن إسرائيل احتلت معبر رفح وأغلقته أمام المساعدات الإنسانية بدلا من إعطاء فرصة للمفاوضات.
ودعا وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، إسرائيل إلى التخلي عن الهجوم البري المحتمل على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قائلا “يجب على إسرائيل أن تتخلى عن خططها للدخول إلى مدينة رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني”.
وعلى مستوى مواقف الهيئات الدولية، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بأن الهجوم العسكري على رفح سيعقد بشكل كبير إيصال المساعدات إلى سكان غزة، وحذرت من أنه إذا أغلق معبر رفح لمدة طويلة سيكون من الصعب تجنب المجاعة في القطاع.
وعبرت منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة عن “قلقها العميق” إزاء “التهجير القسري” لسكان قطاع غزة من مدينة رفح جنوبي القطاع بموجب تحذير صدر عن الجيش الإسرائيلي، قائلة “لم يتبق لسكان غزة أي مكان آمن يلجأون إليه”.
من جانبه، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دينيس فرانسيس، إنه لا شيء يبرر “الهجوم المتهور” على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، محذرا من شنّ أية عملية عسكرية إسرائيلية على مدينة رفح التي قال إنه يقطنها أكثر من مليون نازح فلسطيني.
وحذرت منظمة “إنقاذ الطفولة”، من أن قرار إسرائيل بتهجير المدنيين قسراً من مدينة رفح في قطاع غزة، سيكون له عواقب “وخيمة” على الأطفال. ولفت بيان للمنظمة إلى أن رفح تعد “الملجأ الأخير” لسكان غزة، وأن “الوقت ينفد لحماية الأطفال” هناك.
وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إن الأوامر الإسرائيلية بنقل الفلسطينيين من رفح جنوب القطاع غير إنسانية وتهدد بتعريضهم لمزيد من الخطر والبؤس، في حين حذرت مقررة أممية من وقوع كارثة، بسبب الهجوم الإسرائيلي على المدينة.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن إسرائيل تشن الهجوم رغم التحذيرات الصريحة ضده من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، قائلا “لا توجد مناطق آمنة في غزة.. ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى في الشرق الأوسط”.