المغرب يعتزم تقنين وتخليق استخدام الذكاء الاصطناعي

كشفت أمل الفلاح السغروشني، الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة عن عزم الحكومة على مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، وذلك من خلال وضع إطار قانوني وأخلاقي شامل للذكاء الاصطناعي.

ويأتي هذا الإجراء تماشيا مع التوصيات الدولية، ولا سيما توصية اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي تبناها المغرب رسميا في عام 2022.

ويهدف الإطار الجديد إلى ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي، مع التركيز على حماية الخصوصية، وتعزيز الشفافية، وضمان المساءلة.

كما يسعى الإطار إلى الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع معالجة التحديات الناشئة عن هذه التكنولوجيا، مثل فقدان الوظائف والأمن السيبراني.

وأوضحت الوزيرة، ردا على سؤالين شفهيين خلال جلسة عمومية أمس الثلاثاء، بمجلس المستشارين حول الإطار القانوني للذكاء الاصطناعي، أن الحكومة المغربية بصدد إنشاء هيئة متخصصة تتولى دراسة وتنظيم كل الجوانب المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الأبعاد القانونية والاجتماعية.

وفي سياق ترسيخ مكانة المغرب كرائد في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت الوزيرة عن تنظيم مناظرة وطنية تهدف إلى بلورة استراتيجية وطنية شاملة للذكاء الاصطناعي، تأخذ بعين الاعتبار مختلف الجوانب التقنية والاجتماعية والقانونية.

وأشارت السغروشني إلى أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دوراً محورياً في تحقيق أهداف استراتيجية “المغرب الرقمي 2030″، من خلال رقمنة الخدمات العامة ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.

كما أعلنت الوزيرة عن تشكيل لجنة فنية لتقييم مستوى استعداد المغرب لتنفيذ توصيات اليونسكو، وذلك في إطار الجهود المبذولة لترسيخ مكانة المغرب كرائد في مجال الذكاء الاصطناعي. وإطلاق خطة طموحة لتطوير منظومة التعليم في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال إطلاق برامج تعليمية متخصصة تستهدف مختلف الفئات العمرية، وذلك بهدف بناء جيل جديد من الخبراء في هذا المجال.

وشددت الوزيرة على أهمية الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، مشيرة إلى قدرته على توليد محتوى إبداعي متنوع، مثل النصوص والصور والفيديوهات، بناءً على طلبات المستخدمين، معتبرة الذكاء الاصطناعي يشكل أولوية وطنية، وذلك لما يقدمه من فوائد اقتصادية واجتماعية، مشيرة إلى التزام المغرب بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي لضمان استخدامه المسؤول.

كما جددت الوزيرة التأكيد على التزام المغرب بتنفيذ توصيات اليونسكو بشأن الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أنه تم عقد سلسلة من اللقاءات والمشاورات والنقاشات التأطيرية وورشات العمل من أهمها تنظيم مؤتمر حول “استعمال وتطوير مسؤول للذكاء الاصطناعي: إطلاق تقرير اليونسكو حول مستوى جاهزية المغرب”.