المجاعة تخيم على شمال القطاع بعد 40 يوما من الحصار والإبادة
يواصل جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، لليوم الـ40 على التوالي، حرب الإبادة والتجويع والحصار المطبق على شمالي قطاع غزة، ومنع إدخال الغذاء والدواء والمياه لآلاف المواطنين المحاصرين.
ولم يتوقف الاحتلال عن ارتكاب المجازر بحق المواطنين، بل واصل القصف المدفعي والجوي على بيت لاهيا ومخيم جباليا، بهدف التهجير القسري والتطهير العرقي، مما عمق من معاناة أهالي الشمال، والعيش في ظروف صحية صعبة، في ظل استمرار العملية العسكرية، وتشديد الحصار “الإسرائيلي”، ومنع إدخال المساعدات والطعام للمحافظة.
وصباح يومه الأربعاء 13 نونبر 2024، قصفت مدفعية الاحتلال غربي بيت لاهيا، فيما يواصل الاحتلال نسف المباني السكنية في جباليا شمالي القطاع.
ومنذ 40 يوما، يمنع الاحتلال إدخال المواد الغذائية والمساعدات إلى شمالي القطاع، ويحرم السكان من أدنى مقومات الحياة، مما يعمق المجاعة لدى المواطنين.
ولليوم الـ22 على التوالي، ما زال الدفاع المدني معطل قسرا في كافة مناطق شمال قطاع غزة، بفعل الإستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنون هناك بدون رعاية إنسانية وطبية.
وفي نفس السياق، أفاد طبيب بريطاني خدم في قطاع غزة لمدة شهر، بأن مسيّرات الاحتلال “الإسرائيلي” تستهدف المدنيين الجرحى على الأرض بعد القصف بالطائرات، في العدوان المستمر منذ 7 أكتوبر العام المنصرم.
وأوضح الطبيب نظام مامودي المتخصص بزراعة الأعضاء، في كلمته في جلسة للجنة التنمية الدولية بالبرلمان البريطاني بعنوان “الوضع الإنساني في غزة”، أن “المسيّرات تخلق الخوف” وأن لديها أيضا القدرة على إطلاق النار، وأنها تفتح النار على المدنيين، وتنفذ عمليات بعد القصف بالطائرات، لافتا إلى أن الرصاص المستخدم في هجمات المسيرات يعد أكثر ضررا من الرصاص العادي.
وذكر أن طفلا أخبره أثناء إجراء عملية جراحية له أنه بعد أن سقطت القنبلة، كان ملقى على الأرض، فجاءت مسيّرة، حلّقت فوقه وأطلقت النار عليه، مضيفا “كان هذا عملا متعمدا ومستمرا، حيث كان هناك استهدافات يومية للمدنيين”.
وأشار مامودي إلى أن كثيرا من الإمدادات والمعدات الطبية الأساسية غير متوفرة أو محدودة، مؤكدا أن منع دخول الإمدادات الطبية إلى غزة هو خطوة متعمدة.
وفي سياق متصل، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، أن المساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة وصلت لمستوى “غير كاف”، في مواجهة الوضع “الكارثي” في القطاع المحاصر.
ووصفت مسؤولة أممية خلال مؤتمر صحفي للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء 12 نونبر 2024، الوضع في قطاع غزة بالقول: “هو ببساطة كارثي”، مشيرة إلى أن “المساعدات التي تدخل قطاع غزة وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ أشهر، وبلغ المتوسط لشهر أكتوبر الماضي 37 شاحنة يوميا، عبر قطاع غزة بأكمله”.
وأضافت: “لم يُسمح بدخول أي طعام لمدة شهر كامل إلى المنطقة المحاصرة في شمال غزة. وقد رُفضت جميع الطلبات التي قدمتها الأمم المتحدة للوصول إلى هذه المنطقة”.
وفي تصريح سابق له، حذّر المفوض العام لوكالة “أونروا”، فيليب لازاريني، من احتمالية حدوث مجاعة في شمال غزة، منبها إلى أن أهل غزة محرومون من الأساسيات بما في ذلك الطعام اللازم لبقائهم على قيد الحياة.
من جانبها، قالت منظمات إغاثة أميركية، أمس الثلاثاء، إن الاحتلال “الإسرائيلي” تسبب في ظروف تقترب من المجاعة لـ800 ألف مدني في مختلف أنحاء غزة.
وأكدت المنظمات أن عرقلة “إسرائيل” دخول المساعدات إلى غزة أدت إلى زيادة الوفيات ومعاناة المدنيين، مضيفة أن “إسرائيل” فشلت في الوفاء بالتزاماتها القانونية بتيسير تقديم الإغاثة الكافية للمدنيين بغزة، مطالبة بتحميل “إسرائيل” مسؤولية فشلها في توفير قدر كاف من الغذاء والدواء للمحتاجين في غزة.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يرتكب جيش الاحتلال “الإسرائيلي” إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت أكثر من 145 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وكالات