اللغة العربية أساس التنمية البشرية في وطنها (5) – د محمد الأوراغي
العربية لغة التماسك الاجتماعي
سبقت الإشارة إلى أن تمسك الفرد بلغة مجتمعه يأتي على قدر انتفاعه بها، اذ بالجدوى يقيس الإنسان علاقته بالمكونات الثلاثة للوسط الذي يحيى فيه، وهي:
1 – البيئة الجغرافية وخيراتها المادية
2 – لغة المنشأ وديوانها الثقافي
3 – المجتمع وتنظيمه المعيشي
ويكفينا أن نتصور فردا في بيئة جغرافية ميزتها الغالبة القسوة والشح، وقد اكتسب لغة بفقرها الثقافي لا تنفعه في غير التواصل اليومي، ونشأ في مجتمع يعز فيه الإنصاف، لكي نتوقع له بالضرورة أن ينتهج سبيلا من الاثنين: إما الاستسلام لمثل هذا الوسط المرفوض، وإما ركوب كل الأسباب طلبا لنقضيه المطلوب.
بينما الفرد الناشئ في وسط مقبول يجب أن تشتد علاقاته بمكوناته الثلاثة وتتقوى، ولكن بنسب متفاوتة تبعا لعطاء كل مكون.
فللغة العربية استعمالات اجتماعية تتحقق عبر أطوار متوالية، يتراكب بعضها فوق بعض في سلمية هرمية، وهي ف يذلك مثل أعمار الناس وعصور الأمم والحضارات. ولكي تكون العربية لغة التماسك الاجتماعي في وطنها يلزمها أن تستوفي الكفايات الاجتماعية الأربعة التالية: الكفاية الحفظية، والكفاية التسديدية، والكفاية الظفرية، والكفاية الأمنية، وإذا نقصتها إحداها جيء بما يسد مسدها، وكان هذا العوض عاملا لتصدع البناء الاجتماعي وتفككه.