القدس الدولية: رأس السنة العبرية محطة عدوان متصاعدة على المسجد الأقصى

أصدر قسم الأبحاث والمعلومات في “مؤسسة القدس الدولية”، أمس الاثنين، ورقة معلومات ترصد تحوّل ما يُسمّى “رأس السنة العبرية” إلى محطة مركزية لتكثيف الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك خلال العقد الماضي.

وحسب المركز الفلسطيني للإعلام، توضح الورقة التي أعدها الباحث عمر حمّاد، أنّ الاحتلال وظّف رمزية المناسبة الدينية لإضفاء “بعد شرعي” على اقتحامات المستوطنين وتحويل ساحات الأقصى إلى مسرح للطقوس التهويدية، مع بلوغ هذا المسار ذروته في السنوات الأخيرة بفرض طقس النفخ في بوق “الشوفار” لثلاثة أعوام متتالية.

وأشارت الورقة إلى أنّ سياسة الاحتلال اتّسمت بالتدرّج التراكمي: ففي الأعوام 2014–2017 تكثّفت الدعوات لاقتحاماتٍ جعلت المناسبة مركزية لدى “منظمات المعبد”، قبل أن يتعاظم الدور الأمني عام 2018 عبر تشديد قيود الشرطة على المصلين وتسهيل دخول المستوطنين وتمكينهم من أداء طقوس يهودية.

وفي 2019 انتقل التدخل إلى المستوى السياسي مع مشاركة وزير الزراعة آنذاك أوري أريئيل في الاقتحامات، وتحوّلت القدس والبلدة القديمة إلى ساحة “احتفال” عبر مسيرات استفزازية هدفت إلى إظهار السيطرة وتكريس القبضة الأمنية.

وبين 2021 و2024 ركّزت تلك المنظمات على طقس نفخ “الشوفار” داخل الأقصى، مستندة إلى قرارات قضائية أتاحت تغطية قانونية لمحاولات النفخ من مقبرة “باب الرحمة” وحتى الساحات الداخلية.

وعرضت الورقة جدولا لتوافق تواريخ “رأس السنة العبرية” بين التقويمين العبري والميلادي ما بين 2014 و2024، متضمّنا أعداد مقتحمي الأقصى في كل عام، وبحسب الورقة، صعّدت “منظمات المعبد” من استهدافها لمحيط الأقصى عام 2019 عبر مسيرات ليلية وإغلاق شوارع وأبواب في البلدة القديمة، مع تسجيل أكثر من 290 مقتحمًا في اليوم الأول، فيما استُغلّت تدابير جائحة كورونا عام 2020 لتكريس هامش أوسع لاقتحاماتٍ شملت محاولات النفخ في البوق “الشوفار” وفي 2021 تواصلت الدعوات لفرض الطقس نفسه، وسُجّلت اقتحامات متتالية في يومي المناسبة.

ورصدت الورقة قفزة نوعية عام 2022؛ إذ تحوّل النفخ في “الشوفار” من الدعوة إلى التنفيذ المدعوم بقرارات قضائية واجتماعات حكومية خاصة، مع توثيق نفخٍ متكرر عند السور الشرقي ومقبرة باب الرحمة، وارتفاعٍ عددي للمقتحمين إلى 335 في اليوم الأول و446 في اليوم الثاني.

وفي 2023 بُني على أرضية العام السابق، فشهد اليوم الأول اقتحام نحو 430 مستوطنًا وتوثيق نفخ «الشوفار» أمام الأبواب وفي الساحات الشرقية، وأداء طقوس قرب مصلى باب الرحمة.

وختمت الورقة بتناول موسم الأعياد لعام 2024 والذي استُهل بتحريضٍ ممنهج، تضمّن نشر مقطع مصوّر يتخيّل احتراق الأقصى، ترافق مع قيودٍ مشددة على دخول المصلين وإغلاق أبواب متعددة بذريعة «التعليمات» و«حالة الطوارئ»، وتحديد أعداد الداخلين، قبل تسجيل اقتحام نحو 483 مستوطنًا في يوم «رأس السنة العبرية» مع ارتداء الثياب الكهنوتية وأداء طقوسٍ في الساحات الشرقية، بينها الرقص والغناء والسجود الملحمي، والنفخ في “الشوفار”، إلى جانب إخراج مرابطين بالقوة من داخل المسجد.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى