العمري يحاضر بأولاد تايمة في موضوع “هموم الشباب بين التحصيل العلمي وأزمة القيم والهوية “
قال الأستاذ ياسين العمري إن التحصيل العلمي في علاقته بالقيم والهوية، مشروع أمة يقوم أولا على هم يحمله الأشخاص، وليس حكرا على سياسيين معينين أو على وزارة أو على قطاع .
وأضاف العمري في محاضرة؛ نظمتها حركة التوحيد والإصلاح بأولاد تايمة بتاريخ 1 دجنبر 2024 تحت عنوان: “هموم الشباب بين التحصيل العلمي وأزمة القيم والهوية “، أن الهدف الأسمى لمحصل العلم هو أن ينفع صاحبه وذويه وأمته وأن يبقي لهم أثرا إيجابيا يسيرون عليه بعد وفاته إذ لا يدري أن الله تعالى سيوفيه بعد عمر طويل أو قصير، إلا أن التحصيل ذو الأثر الإيجابي لابد أن يكون محصله يدري جيدا من هو.
وفي حديثه عن مفهوم الهوية المشتقة من “هو”، أورد قول صفية بنت حُيَيُ بن أخطب زوجة النبي صلى الله عليه وسلم القائل : “وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي حُيَيُ بن أخطب ( وهو سيد يهود بن النضير) : أَهوَ هوَ ؟ ( أي : هل محمد – صلى الله عليه وسلم – الذي ننتظره ، الموجودة بشارته في كتبنا ؟
وستعرض العمري مراحل إثبات الهوية، وقال إنها تتدرج لدى الشخص عبر مراحل إلى أن تصل إلى النقطة الأخيرة، التي تحدد بدقة أصل هذا الشخص وعائلته وبلده، وأعطى مثالا لذلك كأن يقال: أنا مسلم (الدائرة الكبرى)، أنا مسلم مغربي من سوس ( الدائرة الموالية)، أنا مسلم مغربي من سوس بأكادير ( الدائرة بدأت تصغر) وهكذا إلى أن تصل الدائرة الصغرى والأصغر ثم النقطة الأخيرة بكل من الحي والعائلة والبصمة التي تحدد بشكل دقيق هوية الشخص المعني .
وركز المحاضر في معرض حديثه عن محددات الهوية على ثلاثة أركان:
أولاها العقيدة سواء كانت صحيحة أو فاسدة أي ما ينعقد عليه القلب، و الثاني هو التاريخ الذي يؤثثه الرجال والقدوات الثابتة – لا المتغيرة – التي أحدثت في التاريخ أثرا إيجابيا جعل من هذا التاريخ ركنا من أركان الهوية.
أم الركن الثالث فيتعلق بما يسمى بركن الثقافة من خلال لغة معينة، وأن هذه الأركان الثلاثة مجتمعة هي الدافع الأساسي للتحصيل العلمي كثمرة ينتفع بها الفرد والجماعة والبلد ككل، وفي انتظار أن تنتفع بها أمة المسلمين بل وغير المسلمين كذلك في كل بقاع الأرض .
وفي حديثه عن المآسي الأخلاقية والإنسانية للدولة الحديثة، حذر ياسين العمري من محاولة إحراج مؤسسة إمارة المؤمنين في مجموعة من المجالات، مشيرا إلى أن إمارة المؤمنين في بلدنا – أحب من أحب وكره من كره – تعطينا الحق في نقاش أمور في المجتمع نرى أنها مخلة بالحياء .
وفي ختام عرضه أجاب الأستاذ العمري على أسئلة الشباب والمتعلقة أساسا بالمشاكل الهوياتية، التي يعاني منها أبناء اليوم في ظل عوالم التواصل الاجتماعي وأثرها على التحصيل العلمي .
و كان الأستاذ حسن سماد المسؤول الإقليمي للحركة بأولاد تايمة، أوضح في كلمته الترحيبية أن الأمة في حاجة ماسة لشباب صالح مصلح، وأن نهضة هذه الأمة تحصل بالعلم والأخذ بالأسباب الفكرية والثقافية، داعيا كافة الشباب الحاضرين بضرورة الانخراط في الأعمال التي ترسخ لقيم الاستقامة والإصلاح وذلك ضمانا لتقدم وتطور بلدنا الحبيب.
يذكر أن المحاضرة حج إليها مئات من الشباب ونساء منطقة هوارة والنواحي، حيث لم تتمكن مئات أخرى من ولوج قاعة المحاضرة، و اكتفت بمتابعة العرض بالنقل المباشر بالهواتف على رصيف الطريق خارج القاعة .
عبد الله العسري