العلامة أحمد الريسوني: أود لو أن العلماء تفرغوا ليحدثوا المسلمين في الأخلاق

قال العلامة المقاصدي الدكتور أحمد الريسوني “أود لو أن عددا كبيرا من العلماء تفرغوا ليحدثوا المسلمين في الأخلاق، نرجوا أن يتحقق هذا لبعض علمائنا وأن يبرزوا للأمة أهمية الأخلاق، وخسارة الأمة بفساد وتدني أخلاقها”.
جاء ذلك خلال تأطيره لمحاضرة علمية في موضوع “كان خقله القرآن”، نظمتها حركة التوحيد والإصلاح بمقرها المركزي بالرباط مساء اليوم الجمعة 26 شتنبر 2025، وكانت المحاضرة من تسيير الدكتور الحسين الموس.
وأوضح الريسوني أن مقولة أمنا عائشة رضي الله عنها: “كان خقله القرآن” تنم عن فهم عميق للدين الإسلامي، مشيرا إلى قيمة أمنا عائشة بين الصحابة باعتبارها من أفقه فقهاء الأمة الإسلامية، مستحضرا كتاب الإمام الزركشي “الإجابة لإيراد ما استدركته أمنا عائشة على الصحابة”.
وأضاف المحاضر أنه “لا يجب الاستحياء من قول الحق فهو ضعف”، معرفا الحياء بأنه هو ما يحمل الإنسان على الحق ويمنعه من الشر، موضحا أن الحياء يتعلق بذلك ولا يتعلق بالحياء من قول الحق ولا الحياء في العلم.
وذهب إلى أن الدين كله خلق، مستدلا بقول بعض العلماء: “الدين كله خلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين”، مشددا على أن الشرائع كلها هي ذات أساس أخلاقي، بحيث أن الإيمان خلق والعبادة خُلق والشكر خلق.
وأوضح أن معنى “كان خلقه القرآن” أن النبي صلى الله عليه وسلم كان متخلقا بالقرآن؛ أي جسد القرآن إلى درجة أن القرآن كان خلقا له، فالقرآن كله خلق وهو خلق رسول الله صلى الله عليه.
وأشار الريسوني إلى أن التسليم للحقائق القاطعة هو خلق أيضا، فالمؤمن هو صاحب خُلق، والكفر خُلق مضاد، موضحا أن من لا يؤمن فهو مكابر، لأن الايمان هو أن ترى الحقيقة وتعترف بها.
وأضاف أن الرسول صلى الله عليه وسلم ربط بين الإيمان ومجموعة من الأخلاق، موردا قول النبي “لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له”، وقوله ﷺ: “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان”، وقوله “الإيمان قيّد الفتك”.
وشدد العالم المقاصدي على أن الجهاد والقتال والدفاع المدني والحقوقي والسياسي والعسكري كل هذا موقف خلقي لنصرة المظلوم ومقاومة الظالم.