العدوني: الأسرة مستهدفة في بنيانها وعمرانها البشري والتوحيد والإصلاح توليها أهمية كبرى

أكد الأستاذ رشيد العدوني النائب الأول لرئيس حركة التوحيد والإصلاح أن مؤسسة الأسرة يبنى عليها كل شيء، ولا يمكن أن نتحدث عن مجتمع بدون أسرة خصوصا وأن قضية الأسرة هي مسؤولية الجميع أفرادا ومجتمعات ومؤسسات.

واستحضر العدوني في محاضرة تعريفية بمشروع الأسرة في رواق الحركة بالمعرض الدولي للكتاب، مجموعة من القيم التي تبنى عليها مؤسسة الأسرة بداية من قيمة الأم مرورا بقيمة الزواج ومؤسسة الزوجية وبر الوالدين وهو دليل على قيمة الأسرة في العمران والبنيان البشري.

وحذر نائب رئيس الحركة من أن الأسرة عرضة للاستهداف الممنهج في بنيانها وهويتها، لذلك اهتمت الحركة بهذه المؤسسة بإعداد برنامج وطني مندمج خاص بالأسرة فيه مجموعة من المجالات ويقوم على تسع مشاريع كبرى وكل مشروع يقوم على ثلاث رافعات أساسية كما يقوم البرنامج على ثلاث محاور أساسية ويقوم تنزيله مع عدد من الهيئات الشريكة.

وأشار العدوني إلى أن هناك شق مرتبط بالترافع في هذا البرنامج في ظل وجود نقاش عمومي ممتد، وهو نقاش إيجابي تثمنه الحركة لكن في المقابل هناك بعض المؤاخذات من خلال خروج بعض الأصوات بحلول بعيدة عن ديننا ومجتمعنا وثقافتنا رغم أن عددا من الدول الأخرى، استحضرت هذه الأبعاد وانطلقت منها، كما أن عددا من المواثيق الدولية تحترم خصوصية البلدان، ونحن في بلد إمارة المؤمنين الذي قال في خطاب سامي لا أحل حلالا ولا أحرم حراما.

ونوه المتحدث إلى أننا في المغرب لدينا ما يكفي من القدرة والكفاءات لإنتاج نصوص ذات جودة لحل عدد من الإشكالات المطروحة في مجال الأسرة، معبرا عن ثقته في النخب والمسؤولين الذين سيترجمون الذكاء والخبرة المغربية والقدرة على إنتاج نص تشريعي ذو جودة وخادم للمرجعية الإسلامية.

ودعا العدوني إلى تظافر الجهد الجماعي لرعاية قيم الأسرة لتصبح هذه المؤسسة تحظى بالاحترام اللازم خاصة وأن الحركة سبق وأعدت مذكرة خاصة بالأسر فيها عدد من الحلول في سياق هذه الجهود.

وذهب الدكتور أوس رمال رئيس حركة التوحيد والإصلاح في تفاعله أن الأسرة في جميع المجتمعات فيها معاناة وفيها ظلم وفيها مظاهر كثيرة لا أخلاقية ولا تربوية وليس سببها هو المجتمع العربي أو الإسلامي ولكن سببها هو البعد عن الأخلاق والقيم الإسلامية.

وأفاد رئيس الحركة أن الأسرة مهددة في كيانها بوجود عدد من الفلسفات في العالم تؤطر العمل المدني خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، وظهور أسر هجينة لا تخلف في سعي للقضاء على الأسرة الطبيعية وتهديد الوجود الإنساني على الأرض في محاولة تقليص عدده بحلول ضد الفطرة البشرية.

 

ودقت الفاعلة الجمعوية رجاء المقرئ الإدريسي ناقوس خطر آخر يتهدد الأسرة، وهي ظاهرة العزوف عن الزواج حيث أكدت عدد من المؤشرات والدراسات الدولية آخرها برنامج الأمم المتحدة الانمائي الذي عرض مجموعة من الأرقام المخيفة والمقلقة فيما يخص ارتفاع ظاهرة العزوف عن الزواج بالإضافة إلى الأرقام التي أوردتها المندوبية السامية للتخطيط مما يهدد وجود الأسرة واستمرارها.

وقالت رجاء المقرئ في تفاعلها مع مداخلة العدوني” إننا لا نتكلم فقط عن الهوية والقيم داخل الأسرة لكننا نتكلم عن الأصل الذي تتكون منه الأسرة ووجودها”، داعية إلى البحث عن الأسباب الاجتماعية والاقتصادية التي تنتج عن هذه الظاهرة والبحث عن حلول لها، خاصة وأن الدولة تساءل عن الدور الذي يجب أن تقوم به في قضية وجود الهوية المغربية ومستقبل أجيال المغاربة.

وركزت المتحدثة على الإعلام باعتباره من بين أبرز أسباب العزوف عن الزواج، وتكريس لذلك من خلال المنتوج الذي ينشر القلق ويخيف الشباب من الأسرة وإظهار نموذج الأسرة الفاشلة والتي تعاني من مشاكل كبيرة اقتصادية واجتماعية وغيرها.

واستشهدت المتحدثة بالمجتمع الأوربي كيف تحولت ثقافتهم وظهور نماذج أسرية جديدة، لا يمكن أن تنتج أجيالا يعتمد عليها المجتمع، داعية الأسر إلى العودة للاهتمام بدورها في تربية الأبناء على القيم وترسيخ أهمية الأسرة بدل التركيز على التحصيل العلمي فقط، مما يجعل الشباب تحت ضغوط تنجم عنها أمراض نفسية لا تجعلهم يرون الأسرة الحقيقية.

وجاءت مداخلة الأستاذ رشيد العدوني بحضور رئيس الحركة الدكتور أوس رمال في إطار يوم الأسرة المخصص برواق الحركة C61، ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 28 بفضاء السويسي بالرباط.

موقع الإصلاح

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى