العدوان على غزة.. هل يؤثر في انتخابات الكيان الصهيوني؟
لأول مرة يختبر الفلسطينيون و”الإسرائيليون” رئيس حكومة تصريف الأعمال يائير لابيد، كقائد لمعركة ضد فلسطينيين. فلابيد المنحدر من عالم الصحافة، لم يكن أبدا قائدا عسكريا أو شخصا ذا خبرة عسكرية وإن كان هو شخصيا من يتحمل المسؤولية الكاملة عن العملية بصفته رئيساً للوزراء.
وبخلاف قادة الكيان الصهيوني السابقين، الذي قادوا حروبا ضد الفلسطينيين، فإن لابيد ظهر خلال العدوان العسكري الصهيوني -الذي انطلق الجمعة الماضية وانتهت مساء الأحد- وكأنه يتحرك في ظل وزير الدفاع بيني غانتس؛ القيادي العسكري المخضرم.
وفضلا عن رغبتهما بإظهار نفسيهما على أنهما من انتصرا على حركة الجهاد الإسلامي، يسعى كل من لابيد وغانتس لرئاسة الحكومة بعد الانتخابات العامة في الأول من نوفمبر المقبل.
واعتبر المحلل السياسي “الإسرائيلي” يوني بن مناحيم، أن “ما جرى في قطاع غزة هي عملية أمنية ستكون لها تبعات سياسية في الانتخابات القادمة”، وأضاف في حديث لوكالة الأناضول، “اعتقد أن العملية في قطاع غزة بدأت بعد معلومات دقيقة من المخابرات والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأن الجهاد الإسلامي يخطط لعملية كبيرة على حدود قطاع غزة وبما أن التهديد فوري فإن ذلك استوجب عملية لوقف هذا المخطط”.
واستدرك بن مناحيم قائلا “صحيح أن الدوافع لهذه العملية أمنية ولكن من المؤكد أنها ستستغل سياسيا”، مشيرا إلى أن لابيد وغانتس يتنافسان في الدعاية الانتخابية في مواجهة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق وزعيم المعارضة، بنيامين نتنياهو، وأن كلاهما يسعى لتحقيق مكاسب سياسية في الدعاية الانتخابية.
وقال بن مناحيم، إن المعلومات التي ترده، تشيرة إلى أن غانتس، هو الذي كان يقود كل شيء، وبالمقابل فإن لابيد يتحرك سياسيا أكثر.
وأظهرت استطلاعات الرأي العام التي نشرت في الكيان الصهيوني ما قبل بدء العدوان على غزة أن معسكر نتنياهو، يتقدم على المعسكر المشترك لكل من لابيد وغانتس. وتوقع المحلل السياسي نفسه، أن تتوجه الأنظار لأول استطلاع ستنشر نتائجه خاصة بعد توقف العدوان، لأن الاستطلاعات تظهر مزاج الشارع في الكيان الصهيوني.
ويستبعد بن مناحيمتفوق لابيد وغانتس على شعبية نتنياهو التي وصفها بالكبيرة، قائلا “لا أرى أن قتل أشخاص أو قادة يلحق هزيمة بتنظيم، هذا ما علمتنا إياه التجربة من الماضي سواء مع حركة فتح أو الجهاد الإسلامي”.
محلل سياسي “إسرائيلي” آخر يدعى آنشيل فايفر، ذهب في مقال بصحيفة “هآرتس” أن العديد من الدول الغربية، التي لا ترغب برؤية عودة نتنياهو إلى الحكم، قد قررت منح لابيد فرصة لإبراز نفسه فلم تسارع الى المطالبة بوقف العملية، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية اعتبرت العملية دفاع عن النفس.
واعتبر فايفر، أن عدم انضمام حركة “حماس” إلى المعركة وعدم تنفيذ أي عمليات ضد إسرائيل في القدس والضفة الغربية أو البلدات والأحياء العربية داخل إسرائيل، وانتهاء الجولة في أيام قليلة “إنجاز لصالح لابيد”. وتوقع أن يكون لابيد “قادرا على الادعاء بأن السياسة التي قادها مع بينيت كانت أكثر فاعلية من سياسة الرجل الذي يحاول استبداله في مكتب رئيس الوزراء” في إشارة إلى نتنياهو.
عن وكالة الأناضول بتصرف