العدوان على الضفة الغربية.. تهجير واستيطان وتجفيف لينابيع المياه

تُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ100 على التوالي، ولليوم الـ87 على مخيم نور شمس من خلال تصعيد ميداني مستمر، وممارسات تضييق يومية طالت المواطنين وممتلكاتهم، بالإضافة إلى تجريف وتدمير المنازل والبنية التحتية.
وعلى مدار الأيام المئة، تتعرض المدينة ومخيماها طولكرم ونور شمس وضواحيهما، لحصار خانق، واقتحامات متكررة، واعتداءات ممنهجة على منازل المواطنين والبنية التحتية، ما حول المخيمين والأحياء السكنية في بعض مناطق المدينة إلى ثكنات عسكرية، بعد الاستيلاء على عدد منها، وتهجير سكانها، وما رافقها من تدمير شامل للبنية التحتية والممتلكات، وإغلاق مداخلها بالسواتر الترابية.
وترافق هذا التصعيد مع بدء الاحتلال بتنفيذ مخططاته في تغيير معالم المخيمين، وتركيبتهما الديمغرافية وتفريغهما من سكانهما، بعد أن أخطر الخميس الماضي بهدم 106 منازل ومبانٍ سكنية في المخيمين، منها 58 في مخيم طولكرم، و48 في مخيم نور شمس، فيما شرعت جرافات الاحتلال بهدم 15 بناية سكنية في حارة المنشية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم.
وتنفيذا لهذا المخطط، أعلن الاحتلال الليلة الماضية، نيته هدم 19 بناية أخرى، تضم أكثر من 50 وحدة سكنية في حارتي الجامع والمسلخ في مخيم نور شمس، وأمهل المواطنين ساعتين صباح اليوم لإخلاء مقتنياتهم.
وتسبب العدوان المتواصل في حركة نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم أكثر من 25 ألف مواطن، وتدمير 396 منزلا بشكل كامل، و2573 بشكل جزئي، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.
ولليوم 107 على التوالي، تُواصل قوات الاحتلال “الإسرائيلي” عدوانها على مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل المخيم بهدف تغيير معالمه وبنيته، مع استمرار منع الدخول أو الوصول إليه.
وتشهد قرى جنين اقتحامات شبه يومية مع استمرار العدوان على المدينة والمخيم، بالإضافة إلى تحركات عسكرية يومية في غالبية قرى المحافظة، إلى جانب تواجد دائم لدوريات وآليات الاحتلال.
وبحسب تقديرات بلدية جنين فإن قرابة 600 منزل هدمت بشكل كامل في المخيم، فيما تضررت بقية المنازل بشكل جزئي وأصبحت غير صالحة للسكن، فيما ارتقى 40 شهيدا، إلى جانب عشرات الإصابات وحالات الاعتقال.
ولا تزال عائلات المخيم، إضافة إلى مئات العائلات من المدينة ومحيطها، مجبرة على النزوح القسري حتى الآن، حيث تشير بلدية جنين إلى أن عدد النازحين من المخيم والمدينة تجاوز 22 ألف نازح.
ويزداد الوضع الاقتصادي في مدينة جنين تدهورا مع تسجيل خسائر تجارية فادحة نتيجة العدوان، الذي أدى إلى إغلاقات كثيرة للمحال التجارية، وتراجع حركة التسوق القادمة إلى المدينة من خارجها، إلى جانب عمليات التجريف وتدمير البنية التحتية والشوارع، وتضرر عدد كبير من المحلات التجارية، خاصة في الأحياء الغربية، التي تشهد شللًا اقتصاديًا شبه كامل.
وفي نفس السياق، أقدمت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” أول أمس الأحد، على تغيير مخطط للاستيلاء على أراض في بلدة حوسان غرب بيت لحم.
وأفادت مصادر محلية، بأن سلطات الاحتلال أصدرت مخططا تفصيليا يتضمن تغيير تخصيص أراض في موقع “واد الحمرا” في بلدة حوسان، وذلك بموجب المخططين رقم (1/1/3/10/2/436) و(426/7/أ/2/2)، بهدف بناء وحدات سكنية استعمارية، ومبان عامة، وإصدار تراخيص بناء وإشغال في مستعمرة “بيتار عيليت” المقامة على أراضي المواطنين.
وأشارت المصادر، إلى أن المخطط يتضمن تغيير خط بناء طريق 375 من عرض 100 متر إلى 50 مترا، وإنشاء محطات وقود.
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال عددا من المواطنين فجر يومه الثلاثاء، خلال اقتحامها مناطق متفرفة من محافظات الضفة الغربية المحتلة.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس واعتقلت المحرر في صفقة وفاء الأحرار وائل الجاغوب. كما اقتحمت قرية عبوين شمال رام الله واعتقلت الشاب مهدي فواز ذيب من منزله، واقتحمت الحي الشرقي مدينة طولكرم واعتقل عهد فتح الله همشري من منزله، كما اعتقل الشاب وسام عصام عودة من منزله في الحي الجنوبي.
وفي مدينة القدس، أزال موظفو بلدية الاحتلال “الإسرائيلي” بحماية الشرطة، أمس الإثنين 05 ماي، ألواحا من الحديد وأتربة، وفتحوا مدخل قوس حجري مغلق منذ سنوات طويلة في حوش شهابي بالقرب من باب الحديد -أحد بوابات المسجد الأقصى-.
وقالت مصادر مطلعة، إن المكان الذي قام الموظفون بازالة الأتربة والدعامات الحديدية منه مغلق منذ عشرات السنين، وهو ملاصق للجدار الغربي للمسجد الأقصى، ووقف إسلامي يسمى “رباط الكرد”، في سابقة خطيرة تأتي بموافقة رئيس وزراء الاحتلال “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو.
وأضافت المصادر، أن مدير عام دائرة الأوقاف الاسلامية بالقدس، الشيخ عزام الخطيب، ومدير الأملاك وموظفين من الدائرة، توجهوا إلى حوش شهابي، للاطلاع على الاعتداء الذي يجري في “رباط الكرد”، الذي يعد جزءا لا يتجزأ من الجدار الغربي للمسجد الأقصى.
وشددت المصادر، على أن هذه الحفريات التي جرت في “رباط الكرد” بموافقة رئيس وزراء الاحتلال، تأتي لتنفيذ مخطط تهويدي وترسيخ واقع جديد عند الجدار الغربي للمسجد الأقصى، من خلال توسعة “حوش شهابي” ليستوعب أكبر عدد ممكن من المستوطنين، ومحاولة لفتح البوابة التي تقع خلف الأتربة، والتي تؤدي إلى النفق الغربي.
من جهة أخرى، يقود المستوطنون في جميع المحافظات بالضفة هجوم واسع ومنظم وغير مسبوق من أجل تجفيف الينابيع وسرقتها، وتخريب شبكات النقل ومنع المواطنين من سحب المياه، والسيطرة على عيون الماء والأراضي التي تتواجد بها الينابيع.
فخلال أسبوع، أقدم المستوطنون على سحب وتجفيف نبع العوجا في أريحا، والذي يعد من أشهر الينابيع في الضفة صيفا وشتاء. كما هاجموا الينابيع والآبار في قرية عابود غرب رام الله، وكذلك نبع بدران قرب مدينة سلفيت.
ومع دخول موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تعاني الكثير من المحافظات والبلدات في الضفة شحا كبيرا في المياه، إذ إنها تعتمد على الينابيع وعيون الماء التي يهاجمها المستوطنون.
وكالات