عدوان الاحتلال مستمر على شمال غزة والمقاومة تنقل معركتها خارج جباليا
تواصل قوات الاحتلال “الإسرائيلي” لليوم التاسع والعشرين على التوالي حرب الإبادة والحصار الخانق، ومنع إدخال الغذاء والدواء لشمالي قطاع غزة. ولم يتوقف القصف المدفعي والجوي على شمالي القطاع، وخاصة مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا.
واستهدفت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” أمس الجمعة 01 نونبر 2024 بغارة منزلا في منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة، مما أدى إلى ارتقاء العشرات من الشهداء، قدر عددهم ب40 شخصا، وسقوط عدد كبير من الجرحى.
من جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي إن جيش الاحتلال ارتكب أمس الجمعة مذبحتين وحشيتين بقصف عمارات سكنية لعائلتي شلايل والغندور شمال قطاع غزة تواجد فيها أكثر من 170 مدنيا، مبينا أنه راح ضحية المجزرتين 84 شهيدا؛ بينهم أكثر من 50 طفلا، وعشرات المفقودين والمصابين.
وفي سياق متصل، حذر مدير مستشفى العودة في شمال قطاع غزة محمد صالحة من نفاد الوقود غدا الأحد مما يلقي بظلال سلبية تفاقم الوضع “الصحي المروع” في المحافظة التي تتعرض لحملة إبادة وتطهير عرقي ترتكبها إسرائيل منذ 29 يوما.
وقال صالحة في تصريحات صحفية اليوم السبت إنهم يعملون بإمكانات محدودة جدا وبطبيب واحد، وأن مستشفى العودة هو الوحيد حاليا في شمال غزة الذي يضم طبيبا في الجراحة العامة، في وقت ترتفع فيه أعداد الإصابات التي تتطلب تدخلات جراحية عاجلة في المخ والأعصاب والأوعية الدموية والعيون والعظام.
وبيّن أن أكثر من 70% من الإصابات التي يستقبلها المستشفى تحتاج إلى تدخلات جراحية عاجلة، معربا عن قلقه البالغ حيال الوضع المتدهور بشكل غير مسبوق في المستشفى والمرافق الطبية الأخرى في الشمال، واصفا الوضع في المحافظة بـ”المروع” خاصة في ظل النقص الحاد بالكوادر الطبية والمستلزمات الضرورية والاستهداف الإسرائيلي المتعمد للمستشفيات.
من جهة أخرى، كشف الخبير العسكري العميد إلياس حنا أن المقاومة الفلسطينية تستهدف المسار الذي تسلكه الآليات العسكرية الإسرائيلية شرقي مخيم جباليا شمال قطاع غزة في محاولة منها “لنقل المعركة قدر الإمكان إلى خارج المخيم”.
وأوضح حنا في معرض حديثة لقناة الجزيرة على بث كتائب القسام ( الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس)، مشاهد من استهداف مقاتليها آليات إسرائيلية شرقي جباليا على مدار الأيام الأخيرة، أن الفيديو الجديد للقسام يُبين أن استهداف ناقلة الجند جرى في منطقة زراعية مفتوحة شرقي جباليا، لافتا إلى أن عناصر المقاومة ترصد بدقة خط الآليات في تلك المنطقة.
وتتبع المقاومة وفق الخبير العسكري، تكتيك نقل المعركة خارج جباليا لكسب الوقت وإنزال أكبر قدر من الخسائر في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي في سياق “الدفاع عن المخيم”.
وأعلنت كتائب القسام في وقت سابق عن تنفيذ عملية مركبة عبر استهداف ناقلة جند “إسرائيلية” ومنزل تحصن به الجنود “الإسرائيليون” في جباليا شمال قطاع غزة.
وقالت في قناتها عبر التيلغرام أنه “وفي عملية مركبة تمكن مجاهدو القسام من استهداف ناقلة جند اسرائيلية بقذيفة “الياسين 105” واستهداف منزل تحصن بداخله 12 جنديا بقذيفة “TBG” وإيقاعهم بين قتيل وجريح في منطقة القصاصيب في جباليا”. وأشارت إلى أنه وخلال هروب 3 من الجنود نحو دبابة “ميركفاه” تم استهدافها بعبوة شديدة الانفجار.
ومنذ السادس من أكتوبر الماضي، بدأ الجيش “الإسرائيلي” عملية عسكرية جديدة في محافظة شمال القطاع، حيث أطبق حصاره على منطقة جباليا بذريعة “منع (حماس) من استعادة قوتها في المنطقة”.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت – في سياق إحصاء الخسائر الإسرائيلية- أن أكتوبر الماضي هو الأكثر دموية منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، حيث قتل 88 جنديا ومدنيا “إسرائيليا”.
من جانب آخر، أكد منتدى الإعلاميين الفلسطينيين أن التقاعس الدولي “الملموس” عن ملاحقة الاحتلال “الإسرائيلي” ومحاسبته على جرائم قتل الصحفيين واستهداف المدنيين، فتح المجال واسعا أمام التمادي في جرائم قتل واستهداف الصحفيين الفلسطينيين والمؤسسات الإعلامية على مدار أكثر من عام على حرب الإبادة في قطاع غزة.
وقال المنتدى في بيان صحفي يومه السبت، بمناسبة اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين التي توافق الثاني من نوفمبر كل عام، إن جرائم الاحتلال بحق الصحفيين طالت 183 صحفيا والمئات من أسرهم، فضلا عن جرح وإصابة مئات الصحفيين وحاجة الكثير منهم الماسة للرعاية الطبية والعلاج في الخارج في ظل الاستهداف الإسرائيلي للمرافق الطبية في القطاع.
وأوضح أنه رغم الحماية المنصوص عليها بموجب القوانين والأعراف الدولية والإنسانية للصحفيين خلال أوقات الصراع إلا أن دماء 183 صحفيا وركام أكثر من 180 مؤسسة إعلامية فلسطينية تكشف حجم الإرهاب “الإسرائيلي” الممارس على الصحفيين ومؤسساتهم.
ودعا المنتدى إلى ضرورة التصدي الحاسم لعدم التزام الاحتلال “الإسرائيلي” بالمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية المؤكدة على حماية الصحفيين ومؤسساتهم خلال أوقات الصراع، مؤكدا أن مسؤولية ذلك تقع على عاتق المؤسسات الدولية المعنية بحماية الصحفيين.
وكالات