العثماني: عباس الجراري يستحق لقب عميد الأدب المغربي وخصاله سبب في حب الناس له
نظم النادي الثقافي “الجراري” أمسية العرفان والاعتراف بتعاون مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، أمس الجمعة 01 مارس 2024، تأبينا لعميد الأدب المغربي الراحل عباس الجراري.
وشارك في الندوة مفكرون وأدباء وأساتذة جامعيون ورؤساء جمعيات من بينهم عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة المغربية الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، والدكتور سعد الدين العثماني رئيس الحكومة السابق، وعبد العزيز التويجري المدير العام السابق للإيسيسكو، وعبد الكريم بناني رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، والمخرج المسرحي عبد المجيد فنيش.
وتقدم المشاركون بكلمات تأبينية في حق الراحل أبرزوا من خلاله بصمته الثقافية المغربية، خاصة فيما يتعلق باللغتين العربية والأمازيغية، وإغناءه للخزانات الوطنية بمؤلفات همت الدراسات المغربية والتراث الشعبي والعربي الإسلامي والأندلسي، وقضايا الثقافة والفكر الإسلامي.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور سعد الدين العثماني في كلمته، أن الراحل يستحق فعلا لقب “عميد الأدب المغربي” لغزارة بحوثه وكتاباته المركزة والمتنوعة في خدمة وإحياء الأدب المغربي، كان أبرزها الاهتمام بالأدب الشعبي المغربي وبالتراث الموسيقي المغربي والأندلسي وفن الملحون، كما كان أوّل من فتح في الجامعة المغربية منذ سبعينيات القرن الماضي، باب تسجيل البحوث والأطروحات الجامعية أمام الطلبة الراغبين في البحث في حقل الأدب والشعر الأمازيغيين.
وأضاف العثماني أن الراحل اهتم بفنون أخرى من الأدب والثقافة المغربيين بنفس الزخم، ليصل عدد عناوينه في هذا المجال إلى حوالي خمسين عنوانا، ذكر منها كتاب العمدة: “الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه”، معتبرا إياه صنوا لكتاب النبوغ المغربي للعلامة عبد الله كنون في إبراز غنى الحضارة المغربية.
وعرج المتحدث على ذكر خصال ومناقب الراحل، قائلا “كان باستمرار جم التواضع، سهل المعشر، هادئ الطبع، سمح المعاملة، وكان أكثر الناس صدقة لملازمة الابتسامة محياه على الدوام، فلا تكاد تراه إلا مبتسما، ولا يسمع منه إلا الكلمة الطيبة، وقول الخير والسكوت عن غيره”، وكلها خصال، يشير العثماني، كانت سببا في محبة الناس له، الأقربين منهم والأبعدين.