العالم يحيي اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
تحل الذكرى 47 لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام كشاهد على الظلم والقهر والعدوان النازي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في هذه الأيام وعبر سنوات مضت، وفي ظل نظام دولي ظالم يكيل بعدة معايير ويدعم ويشارك بالعدوان، ويمنح الضوء الأخضر لآلة الدمار الصهيونية للقتل والتنكيل وإزهاق أرواح آلاف الفلسطينيين على مرأى ومسمع العالم.
ويأتي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في ظروف استثنائية يتعرض فيها قطاع غزة وفلسطين كلها لأبشع صور العدوان الوحشي من قتل آلاف الأطفال والنساء، واستخدام سلاح التجويع والتعطيش والحصار وقصف المستشفيات والمدارس والنازحين والأماكن التي ينزحون إليها قسرا، فضلا عن تفاقم أزمة المخابز بسبب شح الوقود ومنع الاحتلال تشغيل مخابز أخرى، وقد أظهرت مشاهد مصورة تكدس المواطنين أمام المخبز الوحيد غرب مدينة غزة لساعات طويلة على أمل الحصول على خبز لأطفالهم.
فمنذ بداية العدوان في أكتوبر 2023، تستهدف قوات الاحتلال البشر والحجر في قطاع غزة من خلال تدمير كل شيء، حتى المستشفيات والمراكز الطبية وسيارات الإسعاف لم تسلم من همجية الاحتلال، فتم إحراقها وإخراجها من الخدمة، حيث استشهد أكثر من ألف طبيب وممرض واعتقال أكثر من 310 منهم، بالإضافة إلى منع إدخال المستلزمات الطبية والوفود الصحية ومئات الجراحين إلى قطاع غزة.
ويرتبط اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بعام 1977، حين دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال في 29 نونبرمن كل عام باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وفق (القرار 32/40 ب). في ذلك اليوم من عام 1947 اعتمدت الجمعية العامة قرار تقسيم فلسطين (القرار 181 (II).
وطلبت الجمعية العامة بموجب القرار 60/37 بتاريخ 1 دجنبر 2005، من لجنة وشعبة حقوق الفلسطينيين في إطار الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 نونبر، تنظيم معرض سنوي عن حقوق الفلسطينيين بالتعاون مع بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة، وتشجع الدول الأعضاء على مواصلة تقديم أوسع دعم وتغطية إعلامية للاحتفال بيوم التضامن.
وفي العام 2015، تم رفع العلم الفلسطيني أمام مقرات ومكاتب الأمم المتحدة حول العالم. واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا برفع أعلام الدول المشاركة بصفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، بما في ذلك علم دولة فلسطين. وقد أقيمت مراسم رفع علم دولة فلسطين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم 30 شتنبر 2015.
إن دعوة الجمعية العامة منذ عام 1977، للاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تعني اعترافا من غالبية دول العالم التي صوتت لصالح القرار بعدالة القضية الفلسطينية، وتبني وتصديق رواية الشعب الفلسطيني، صاحب الحق، ودعم نضاله السياسي والوطني في مواجهة الرواية الصهيونية المزورة القائمة على صناعة الأكاذيب وترويج سرديته الباطلة.
وتم افتتاح معرض “غزة، فلسطين: أزمة إنسانيتنا”، قبل يومين، والذي تنظمه اللجنة وبعثة المراقبة الدائمة لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، في بهو الزوار بمبنى الجمعية العامة، والذي يُقام في الفترة من 26 نوفمبر 2024 إلى 5 يناير 2025.
ومع استمرار الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال “الإسرائيلي” منذ أكثر عام في قطاع غزة، زاد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية ودعم حصولها على عضوية كاملة بالأمم المتحدة. وفي ماي 2024 أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها رسميا بدولة فلسطين، وتبعتها سلوفينيا وأرمينيا في يونيو الذي تلاه، ما رفع عدد الدول التي تعترف بفلسطين إلى 149 من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة.