الضفة والقدس على وقع تسارع محموم لعمليات الهدم والتهجير
زادت وتيرة الهدم في الضفة الغربية والقدس بشكل محموم منذ بدء العدوان الشامل على غزة وكل فلسطين في 7 أكتوبر 2023، حينما شنت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” حربها على القطاع، وضيقت على الضفة والقدس والأقصى بهدف تنفيذ مخططاتها الاستيطانية.
وهدمت آليات بلدية الاحتلال “الإسرائيلي” أمس الأربعاء 29 يناير 2025 مصلى التقوى في قرية صور باهر جنوب مدينة القدس المحتلة، بعد أن اقتحمت طواقم البلدية برفقة قوة “إسرائيلية” القرية، وحاصرت إحدى البنايات التي أقيم المصلي في طابقها العلوي.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال حاصرت المنطقة ومنعت الأهالي من الوصول إليها، ثم شرعت آلياتها بعملية هدم المصلى بحجة البناء دون ترخيص.
وسبق وأن صادر الاحتلال من صور باهر مساحة تقدر ب10 آلاف دونم، لمصلحة إقامة المستوطنات وبناء الشوارع الالتفافية، وهي محاصرة بثلاث مستوطنات “أرمون تسيف” شمالا، و”هار حوما أو جبل أبو غنيم” جنوبا، و”رامات راحيل” غربا، وجدار الفصل العنصري شرقا.
وتشهد البلدة أعمال بنى تحتية ضخمة تجري جنوب شرق القرية لمد “الشارع الأمريكي” تمهيدا لعزلها ومصادرة المزيد من أراضيها وخاصة في منطقة الجانب التي قامت البلدية بتوزيع عشرات أوامر الهدم فيها.
في المقابل يعيش أهالي صور باهر في ضائقة سكانية كبيرة، ويعانون كباقي سكان القدس من سياسات سلطات الاحتلال العنصرية التي تعرقل وتحد من حصول المقدسيين على رخص بناء.
وفي سياق متصل، هدمت آليات الاحتلال “الإسرائيلي”، ستة منازل، ومطعما، ومصلى، في محافظات الخليل، وأريحا، وسلفيت، وبيت لحم، والقدس.
ورصد تقرير محافظة القدس، أنه خلال عام 2024، بلغ عدد عمليات الهدم في محافظة القدس 380 عملية هدم وتجريف، منها: 92 عملية هدم ذاتي قسري و259 عملية هدم نفذتها آليات الاحتلال، بالإضافة إلى 29 عملية تجريف.
وبحسب معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد أصدرت سلطات الاحتلال العام الماضي 903 إخطارات بهدم منشآت فلسطينية بحجة عدم الترخيص، ونفذت ما مجموعه 684 عملية هدم، وتضرر جراء ذلك 4332 شخصا، منهم 2320 طفلا.
وأول أمس الثلاثاء، هدمت قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، مسجدا في مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، في إطار عدوانها المتواصل على المدينة ومخيمها لليوم الثامن على التوالي.
وداهمت قوات الاحتلال المنازل عند المنطقة المعروفة بدوار الحصان شرق المخيم، وأجبرت السكان على إخلاء منازلهم، تمهيدا لهدم أجزاء منها.
وتواصل جرافات الاحتلال فتح طرق في عمق مخيم جنين، تحديدا في المنطقة المعروفة بشارع مهيوب، كما تستمر عمليات التجريف وتدمير البنية التحتية في حارتي الحواشين والألوب.
على إثر ذلك، ندد مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، بهدم سلطات الاحتلال، مسجد حمزة في مخيم جنين ومصلى التقوى في صور باهر جنوب مدينة القدس المحتلة.
وبيّن المجلس، في بيان له أمس الأربعاء، أن هذه الجريمة تندرج ضمن العدوان المتواصل والمتصاعد ضد الشعب ومقدساته وأرضه ووطنه، وتأتي في إطار محاولات مستمرة لفرض واقع جديد يهدف إلى تقويض هوية شعبنا وتراثه الديني.
واعتبر استهداف المساجد بالعدوان “بمثابة استهداف لحق شعبنا في ممارسة شعائره الدينية، ويزيد تفاقم نار الكراهية والبغضاء في المنطقة والعالم بأسره”، مطالبا بضرورة تحرك عربي وإسلامي عاجل لوقف الاعتداءات “الإسرائيلية” على المقدسات الفلسطينية.
وناشد الأمتين العربية والإسلامية تحمل مسؤولياتهما تجاه القدس وفلسطين، والدفاع عنهما وحماية مقدساتهما وشعبهما من اعتداءات سلطات الاحتلال التي تعيث فسادا في الأرض الفلسطينية، على مختلف مستوياتها.
بدورها أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن تصاعد عمليات الهدم والتدمير لمنازل وممتلكات المواطنين في الضفة الغربية، والعمليات العسكرية “الإسرائيلية” وخاصة في شمال الضفة، يشير إلى خطورة المرحلة القادمة التي تستدعي استنهاض الكل الفلسطيني للدفاع عن الضفة وأرضها.
وأشارت الحركة إلى أن ما تخطط له وبدأت بتنفيذه حكومة نتنياهو المتطرفة، والجماعات الاستيطانية من نهب وضم لأراضي الضفة وتوسيع المستوطنات، يأتي بغطاء أمريكي وتجاهل دولي لانتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين وحقوقهم.
وكالات