الضحاك: الخطارات نموذج مغربي رائد للحفاظ على الماء
أكد عضو أكاديمية المملكة المغربية، إدريس الضحاك أن الخطارات تُعد من النماذج الوطنية التقليدية الرائدة في الحفاظ على الماء وكذا تنظيم تقسيمه بين القبائل، موضحا أن الأمم المتحدة أشاد بهذا النموذج مؤخرا في حالة واحة فجيج، واعتبرته نموذجا رائدا، مشيرا لوجود الكثير من الهدر في السقي وكذلك التبخر على مستوى قنوات السقي، مشددا على ضرورة التفكير في تغطيتها مستقبلا.
وأضاف الضحاك، خلال افتتاح المؤتمر العلمي التاسع لمركز الدراسات والبحوث الإنسانية بوجدة، يوم الجمعة 6 يناير 2023، أن المغرب وصل إلى نسبة 40 بالمائة من الحفاظ على جودة الماء، ويتطلع للوصول إلى نسبة 80 بالمائة، قائلا “إذ ذاك ستصبح المملكة المغربية رائدة على المستوى الدولي في الحفاظ على الماء”، منبها إلي أن المجلس الوطني للماء قدم مخططا مهما لتدبير الماء لكن لم يتم تنزيله بعد إلى الواقع.
واقترح الضحاك، خلال مداخلته في المؤتمر العلمي حول “الأمن المائي وأسئلة الاستدامة” اعتماد الحكامة في السقي، موضحا أن عدد السدود في المغرب بلغ 150 سدا إلى حدود الآن، ولا يزال التشييد مستمرا لمواجهة ما هو قادم، مشيرا إلى أنه بفضل الأعراف الموجودة لمعالجة شح المياه إذا نفذت بالشكل المطلوب سيكون المغرب نموذجا لمواجهة شح الماء في الصعيد العالمي.
وأكد الأمين العام للحكومة السابق أن هذا هو الحل الوحيد لأزمة الماء على المستوى العالمي، مشيرا إلى رسم الملك محمد السادس لمخطط يرمي إلى مواجهة معضلة الأمن المائي خاصة في ما يخص تدبير مياه السقي ومياه الشرب، واعتماد التكنولوجيات الحديثة في تحلية مياه البحر ومعالجة المياه العادمة، مضيفا أن الماء مادة مازالت تسلم لنا أسرارها بالتقسيط.
وأوضح الضحاك أن المجتمع الدولي يتجه إلى اعتبار الماء ملكية مشتركة للبشرية، مؤكدا أن هذا هو الحل الوحيد لأزمة الماء، منبها إلى أن الأمم المتحدة فشلت في إجبار الدول الغنية مائيا على التوقيع على اتفاقية 1997 التي تنص على حقوق وواجبات الدول بخصوص الأمن المائي، موضحا أن هذا اللاعدل في توزيع الماء أدى إلى نزاعات بين عدد من الدول.
ونبه الضحاك إلى الدول الغنية بالماء تسيطر عليه وتعمل على بيعه للدول التي تفتقر إليه، معتبرة إياه البترول الأبيض أو الأزرق، وخاصة في قلب إفريقيا وشمالها الذي يعتبر المغرب جزءا منه، موضحا أن اللاعدل المائي واحدة من كبريات المشاكل المهددة للأمن المائي، منبها إلى عدم توزيع الماء بشكل عادل بين بلدان العالم من جهة، وبين جهات البلد الواحد من جهة أخرى، مع أنه يعتبر ملكا مشتركا بين البشر.
يشار إلى أن مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة ينظم مؤتمره العلمي التاسع في موضوع “الأمن المائي وأسئلة الاستدامة” يومي 06 و07 يناير 2023، بمقر المركز “منار المعرفة”، تخليدا للذكرى العشرين لتأسيسه.
وعرف الافتتاح بكلمة تقديمية من رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة مصطفى بنحمزة لضيف المؤتمر إدريس الضحاك، حيث اعتبره رجل دولة تقلد عدة مناصب قضائية وحكومية ودبلوماسية، وباحثا وأكاديميا ورجل فكر وترأسه لجنة إعداد مدونة الأسرة.
موقع الإصلاح