الصمدي: وجود 25 بالمائة فقط من الناطقين بالأمازيغية يسائل خيارات الدولة المعتمدة

أكد الدكتور خالد الصمدي الأكاديمي والخبير التربوي أن ما كشف عنه الإحصاء العام للسكان والسكنى بخصوص عدد المغاربة الذين يتحدثون اللغة الأمازيغية، لا علاقة له بالانتماء إلى هذه الحضارة والثقافة المغربية العريقة التي يتنفسها المغاربة، حين امتزجت عندهم جميعا عبر التاريخ بالماء والهواء والطعام والتراب واللباس بل وحتى في الدين والمعتقد الذي بنوا على أساسه دولتهم فأسسوا على البيعة الشرعية نظام حكمهم.

ونبه الصمدي في تدوينة على صفحته الشخصية بموقع “فايسبوك” إلى أن الرقم الذي كشف عنه الإحصاء العام يسائل خيارات التعامل مع الأمازيغية كلغة وطنية من زاوية سؤال طرق ووسائل وسيرورة إدماج هذه اللغة الوطنية في المناهج التعليمية، ومن زاوية سؤال تقييم أثر خيار كتابة اللغة الأمازيغية في هذه المنظومة وفي ترويجها في الفضاء العام، حين كتبت بحرف لا يعرفه حتى 25 ٪ من المغاربة الناطقين بها، مما بطأ من وتيرة تعميمها.

وذكّر كاتب الدولة السابق في التعليم العالي بأن اللغة الأمازيغية بموجب الدستور إرث مشترك لجميع المغاربة 100٪ ، وإن تقلص عدد الناطقين بها بسبب عدد من العوامل رغم أنه تم وضع استراتيجية وطنية في هذا المجال منذ 2020 مؤطرة بقانون لتفعيل الطابع الرسمي لهذه اللغة ، لكن وثيرة التنزيل تعرف بطأ كبيرا.

وأبرز الصمدي في هذا الإطار أن العوامل التي ساهمت في بطأ وثيرة تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية ومنها العوامل المذكورة؛ يتطلب وقفة تأمل وتقييم للخيارات المعتمدة لنشتغل على هذه اللغة الوطنية الدستورية بهذا الأفق المندمج، بين اللغتين الوطنيتين حرفا وثقافة، على اعتبار أن اللغات الوطنية يغني بعضها بعضا، فاللغات الوطنية تتكاثف أنوارها ولا تتزاحم.

وعاد الصمدي ليقترح الرفع من وتيرة تكوين أساتذة اللغة الأمازيغية، عبر اعتماد التكوين المزدوج لبعض أساتذة كل من اللغة العربية واللغة الأمازيغية في اللغتين الوطنيين معا حسب الحاجة الجهوية والمؤهلات التي يتوفر عليها الأستاذ، مما يمكن من تغطية نفس الأستاذ لحصص المادتين، وذلك من أجل سد الخصاص من جهة، وحتى لا يضطر أستاذ اللغة الأمازيغية الى التنقل بين أكثر من مؤسسة تعليمية لتغطية غلافه الزمني المطلوب، أو الاشتغال في مؤسسة واحدة دون استكمال الحصص الدراسية المطلوبة منه خاصة في التعليم الابتدائي بالعالم القروي وهو ما يتسبب في هدر الموارد البشرية.

كما جدد الوزير السابق الدعوة إلى استثمار اللغة العربية في دراسة الثقافة الأمازيغية بالتعليم الثانوي بسلكيه، وكذا في التعليم الجامعي والبحث العلمي خاصة على مستوى الاستثمار الأمثل للنصوص التطبيقية ذات الصلة بالثقافة والتراث الأمازيغي المكتوب جله بالحرف العربي، وذلك في مواد التاريخ والفلسفة والعلوم الشرعية وغيرها، ومن شأن هذا الخيار أيضا أن يعزز لحمة الثقافة الوطنية متعددة الروافد بصفة عامة ، ويجذر البعد الوطني للثقافة الأمازيغية الأصيلة على وجه الخصوص والتي اختار روادها وعلماؤها الحرف العربي لتدوين عطائهم العلمي والثقافي والأدبي وخاصة في مجالس العلم في المدارس العتيقة.

وكان المندوب السامي للتخطيط شكيب بنموسى، قد قدم أمس الثلاثاء نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى، التي كشفت تباطؤًا في النمو السكاني، حيث انخفض ارتفاع عدد السكان بنسبة 0.85، كما كشفت أن عدد المغاربة الذين يتحدثون الأمازيغية لا يتجاوز 25 بالمائة.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى