الصمدي: مجسم لكرة القدم فوق صومعة مسجد حسان خطأ يجب تصحيحه
خلّف تصميم مجسم يجسّد كرة قدم موضوعة فوق صومعة مسجد حسان بـ”أكاديمية محمد السادس لكرة القدم”، موجة من الانتقادات والاستياء من طرف عدد من المتتبعين خاصة في منصات التواصل الاجتماعي.
واعتبر عدد من الرواد أن شكل المجسم؛ إساءة لرمز ديني وحضاري وجهل، وتطاول على تاريخ المملكة المغربية، ومنظر يعكس توجه بعض المسؤولين.
وعبر الدكتور خالد الصمدي الخبير التربوي وأستاذ التعليم العالي عن تأسفه ، داعيا إلى عدم إهانة المساجد لأنها تعلو ولا يعلى عليها، خصوصا وأن المئذنة يصدح منها “الله اكبر”، داعيا القائمين عليها تصحيح هذا الخطأ الكبير.
وانتقد الصمدي استغلال صومعة مسجد حسان ومسجد الكتبية ومسجد الحسن الثاني، اعتقادا من المسؤولين أن في ذلك وفاء لهذه المعالم الثقافية والسياحية المغربية وتعريفا بها، دون الانتباه الى طابعها الديني وقدسيتها التي تتطلب معاملة خاصة.
ودعا الصمدي القطاعات الحكومية الوصية على الأوقاف والسياحة والثقافة والإعلام والتربية والرياضة إلى الانتباه لذلك، لأنه قد يترك استغرابا واستهجانا في نفوس المغاربة الذين يحتفظون للمسجد بقدسية خاصة، ويودون لو حافظ المسؤولون لهذه المؤسسات على صورتها ومكانتها.
وأكد الوزير السابق في التعليم العالي أن صوامع المساجد ليست معالم ثقافية أو سياحية، بل معالم دينية لها في نفس المغاربة وعامة المسلمين مكانة وأي مكانة، لأنها صوامع يرفع اسم الله، ويذكر فيها اسم الله كثيرا.
ونوه رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية إلى أنه في المدن المغربية تراث غني من المعالم السياحية؛ يمكن استثماره في مثل هذه التظاهرات مع احترام تام للخصوصيات الدينية والحضارية والثقافية للمغرب والمغاربة.
ويصل عمر صومعة حسان إلى أكثر من 8 قرون؛ وهو صرح تاريخي شيده السلطان يعقوب المنصور الموحدي، كان يعد من أكبر المساجد في عهده. لكن هذا المشروع الطموح توقف بعد وفاته سنة 1199، كما تعرض للاندثار بسبب الزلزال الذي ضرب الرباط سنة 1755م.
وتشهد آثاره على مدى ضخامة البناية الأصلية للمسجد، حيث يصل طوله 180 مترا وعرضه 140 مترا، كما تشهد الصومعة التي تعد إحدى الشقيقات الثلاث لصومعة الكتبية بمراكش، والخيرالدا بإشبيلية على وجود المسجد وضخامته.