تغطية منحازة للصحافة الغربية لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة والإفراج عن الأسرى

حظي الإفراج عن الأسرى في إطار اتفاق إنهاء العدوان على قطاع غزة بمتابعة إعلامية عالمية واسعة باعتباره حدثا طال انتظاره لوقف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية بشهادة القضاء الدولي ولأن الاتفاق  شارك في إنجازه  رؤساء وحكام دول عربية وإسلامية وغربية.

وتكاد تتفق مجموعة من الصحف العالمية الصادرة ليلة أمس واليوم على تبني السردية الإسرائيلية سواء على مستوى الشكل أو المضمون، بحيث غلّبت في تغطيتها للحدث كفة الاحتلال الإسرائيلي على حساب كفة  الشعب الفلسطيني، باستثناء القليل من الصحف التي حاولت إمساك العصى من الوسط. 

ويتجلى الانحياز على مستوى الشكل في الصور التي نشرتها جل الصحف على صدر صفحتها الأولى، وهي لأسرى الاحتلال الإسرائيلي مع تغييب الأسرى الفلسطنيين، إلا بعض الصحف التي خصصت صورا للطرفين بنفس المساحة على صدر الصفحة الأولى مثل “ألبايس” الإسبانية و”تايمز أوف مالطا” المالطية.

ويكتفي الاتجاه الأول بصور الأسرى الصهاينة وحدهم دون صور الفلسطينيين ويظهر في صحف مثل: “واشنطن بوست” و”نيويورك بوست” و”ديلي تلغراف” و”ديلي ستار” و”ديلي إكسبريس” و”إريش اندبندانت” و”أدفيرتيسر” و”أريزونا ببليك” و”ليبيراسيون” و”كلوب آند ميل” و”هيرارد صان” و”تايمز” و”باريزيان“..

ويبرز اتجاه آخر خصص حيزا كبيرا لصور أسرى الاحتلال الإسرائيلي الذين يبلغ عددهم 20 شخصا فقط قضوا نحو عامين في الأسر، بينما خصصت حيزا صغيرا للأسرى الفلسطينيين الذين يبلغ عددهم 1968 شخص قضى أكثرهم عشرات السنوات في المعتقلات.

ويبرز هذا الاتجاه في مجموعة من الصحف هي: “وول ستريت جورنال” وبوستون كلوب” و”اندبندانت” و”ديلي ميرور” و”الغارديان”..

ويتجلى الإنحياز على مستوى المضمون في عناوين صدر الصفحات الأولى من مجموعة من الصحف التي تبنت السردية الإسرائيلية المبتهجة بخروج أسرى الاحتلال، متناسية في الوقت ذاته وجود مئات الأسرى في سجون الاحتلال بل ومتناسية الإبادة الجماعية التي دمرت قطاع غزة.

كما يتجلى الانحياز في المساحة المخصصة لتغطية الحدث والجنس الصحفي لكل تغطية، مع محاولة صناعة قيم الابتهاج والسلام والحب لدى الجانب “الإسرائيلي”، والترحيب بعودة أسراهم إلى منازلهم بسلام، أما التعامل مع صور الفلسطينيين فكان بمنطق عابر.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى