الشوباني يكشف سياق وظروف ولادة كتاب “مدارج آيات القرآن” للراحلة سمية بنخلدون
استعرض الدكتور الحبيب الشوباني ثلاث رسائل بمناسبة تقديم كتاب زوجته الراحلة سمية بنخلدون “مدارج آيات القرآن للفوز برضى الرحمان” مساء الإثنين برواق حركة التوحيد والإصلاح بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 29 بالرباط.
واعتبر الشوباني في رسالته الأولى، أن تنظيم هذا اللقاء مع الحضور تعد رسالة وفاء نتيجة كدح الراحلة العلمي والتربوي والدعوي ووفاء للقيم التي عاشت عليها من البر والتعاون على الخير وغيرها من القيم الأخرى.
ووجه في رسالته الثانية شكره بهذه المناسبة بصفته زوجا للفقيدة وباسم أسرتها وأبنائه الشكر لحركة التوحيد الإصلاح لبرمجة هذا اللقاء لتوفير هذه الفرصة التواصلية والتقديمية.
أما الرسالة الثالثة المتعلقة بكتاب الراحلة سمية بنخلدون، فأكد الشوباني أنه ثمرة انشغال والانشغال أنتج فكرة وأثمرت الفكرة كتابا.
وأوضح الوزير السابق في هذا الإطار أن الفقيدة كانت على صلة بكتاب الله عز وجل وأنتجت فكرا ومعلومات تقتضي إخراجها وبيانها للقرآن في تأملات تعبدية في القرآن الكريم. بحيث أنها كانت تحفظ القرآن وانتبهت أن القرآن له خوارزمية ممكن أن تنتج منها معلومات تأملية وتدبرية للوصول إلى معارج الرحمن.
ولفت الشوباني في هذا الإطار أن الراحلة سمية بنخلدون جمعت حوالي 450 آية واستخرجت منها مجموعة من الجزاءات ووجدت منها 45 جزاء واستخرجت منها بطاقات ثم رجعت إلى التفاسير تقريبا 14 تفسير واستخرجت لكل هذه الآيات تفسيرا مناسبا له.
وتابع المتحدث “تحول الكتاب إلى دليل في مراقي السير إلى الله عز وجل يحفز على تلاوة كتاب الله ويتعقب القارئ مدارج السالكين في كتاب الله عز وجل ويتدبره للفوز برضى الرحمن. واستخرجت ثمرات ليست بالمعنى التقليدي لكنها ثمرات بمثابة منظومة تنقلنا من مدرج إلى مدرج يرتقي بنا ويوصلنا إلى رضى الرحمن.
ودعا الشوباني إلى أن نتعاون جميعا إلى إيصال هذا الكتاب إلى أوسع شريحة وأن يكون صدقة جارية تتوارثها الأجيال.
وفي جوابه عن المخاض الذي سلكته الراحلة في إصدار هذا الكتاب، أكد الشوباني أن عملية إنتاج الكتاب تمت والفقيدة جل وقتها مستلقية على الفراش من شدة المرض. وفي علم للشهادة الطاقة التي استمدتها في ظل شدة المرض هو الانتباه من حقيقة الآخرة وكان موضوع الآخرة في لحظتها الأخيرة هي كل مواضيع حياتها وموضوع ارتباط جوهري جعلها على صلة بالقرآن الكريم ومستمر وذو ديمومة ومرتبط بكل برامج حياتها، وكانت تدعو دوما بالصلة والنصرة والصحبة بالقرآن الكريم.
وأضاف الشوباني أن الراحلة كانت في آخر لحظات حياتها تفرح في الدنيا وكان جمع عجيب بين التعلق بالآخرة والفرح في الدنيا. كما أنها استخدمت تكوينها الهندسي في تدبر القرآن ووضع الكتاب بهذا الشكل. وجعلت الكتاب وقفا في سبيل الله ونحن نبحث عن السبل لإخراج طبعة جديدة.
من جانبه، نوه الدكتور أحمد كافي الأستاذ الجامعي بهذا الإصدار معتبرا أن من أعظم الأعمال أن يستمع الناس لما ينفعهم، والدكتورة سمية كما عرفها كانت نشيطة وفاعلة في عدة مناشط بما فيها مجال الأسرة.
وأفاد كافي أن العلماء كانوا دائما يتمنون أن يختم الله تعالى لهم بكتاب الله عز وجل وأن يكون آخر اشتغال لهم هو كتاب الله عز وجل، كما أن الناس يبحثون عن قدوات جيدة في وقت يتم اليوم صناعة قدوات من التوافه لقيادة الأجيال، والفقيدة جمعت بين الحسنيين، معتبرا هذا العمل آية من آيات الله.
وذهب المتخصص في الدراسات الإسلامية وعلم المقاصد إلى أن هذا العمل كان فيه توفيق من الله عز وجل، كما كان هناك أسباب تستحق من الشباب والأجيال أن تقتدي به. حيث لم ينل منها المرض وأصرت على أن تترك شيئا قبل وفاتها. ولم تحجزها الموانع من أجل المضي قدما في ذلك.
من جهته، اعتبر الأستاذ محسن بنخلدون شقيق الراحلة، أن هذا الكتاب من الأثر الطيب، سائلا الله تعالى أن يكون من العمل الذي يدوم ويتصل وليس من العمل الذي ينقطع وينفصل.
واحتضن رواق حركة التوحيد والإصلاح بالمعرض الدولي للنشر والكتاب D14، مساء اليوم الإثنين 13 ماي 2024، توقيع كتاب “مدارج آيات القرآن للفوز برضى الرحمان” للراحلة سمية بن خلدون، من تقديم الأستاذ الحبيب الشوباني، بحضور شقيق الفقيدة وعضو المكتب التنفيذي للحركة محسن بنخلدون وبشرى الإدريسي ابنة الراحلة سمية بنخلدون.
يذكر أن حركة التوحيد والإصلاح تشارك في النسخة ال29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بشعار “بالقراءة تنهض الأمم”، وقد انطلقت فعاليات المعرض يوم الخميس 09 ماي وتمتد إلى غاية 19 منه بالرباط.
موقع الإصلاح