السريري يصدر أول موسوعة نوعية تغطي “مستصفى” الغزالي 

صدر حديثا عن دار نقطة للنشر والتوزيع بلبنان موسوعة “شرح المستصفى في أصول الفقه” في عشرة مجلدات، للفقيه الأصولي مولود السريري، وهو يعد الشرح الأول من نوعه الذي يغطي كتاب “المستصفي” لأبي حامد الغزالي.

ويعتبر”المستصفى” رابع كتاب للغزالي في أصول الفقه بعد “المنخول” و “تهذيب الأصول”، وهو مفقود، و “شفاء الغليل”، ومن آخر ما كتبه حيث انتهى منه في السادس من محرم من 503 للهجرة قبل سنتين من وفاته.

وذكر بن خلدون في مقدمته أن من أحسن ما كتب في أصول الفقه على طريقة المتكلمين كتب أربعة: كتاب “العُمَد” للقاضي عبد الجبار وكتاب “المعتمد” لأبي الحسين البصري، ثم “البرهان” للإمام الجويني وكتاب “المستصفى” للإمام الغزالي. والأولان من أئمة الاعتزال والأخيران انتهت إليهما إمامة الأشاعرة في زمنيهما. وقد اعتنى الأصوليون من الشافعية والمالكية والحنابلة بهذه الكتب تلخيصا وشرحا وتدريسا عبر قرون طويلة.

ويشرف الفقيه مولود السريري على أحد أبرز المدارس العتيقة المغربية “مدرسة تنكرت العلمية”، وفي تعريف الشرح الجديد، قال مركز الصدى للدراسات، إنه يأتي “وفاءً لأحد أعمدة التأليف الأصولي، وهو كتاب المستصفى للإمام أبي حامد الغزالي، تلميذ إمام الحرمين الجويني، حيث سعى الشارح إلى إعادة تقديم هذا المتن الأصولي الكبير بروح علمية تعليمية، تجمع بين التحقيق والتأصيل، وتربط المتعلم المعاصر بجذور علم أصول الفقه ومناهجه الراسخة”.

ويعتبر كتاب “المستصفى في أصول الفقه” للإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله، من أجلِّ المصنفات الأصولية وأرسخها بناء وأحكمها منهجًا، ومرجعا لا غنى عنه للباحثين في علم الأصول قديما وحديثا، بما انطوى عليه من عمقٍ نظري ودقةٍ اصطلاحية وتحريرٍ منهجيٍّ فائق.

كما يُعدّ هذا الإصدار إضافة علمية رصينة تخدم حقل أصول الفقه، وتجسّد سنوات من البحث والتحقيق. ويقدّم الشرح تبسيطا واضحا للمصطلحات والقواعد الأصولية دون إخلال بدقتها، مع ربطها الوثيق بالأمثلة والتطبيقات الفقهية العملية. كما يحرّر محل النزاع في المسائل الخلافية الدقيقة، ويقرّب مقاصد الإمام الغزالي للقارئ المعاصر بلغة تعليمية واضحة.

ويُلاحظ في هذا العمل عنايةٌ ظاهرة بضبط المصطلح الأصولي، وربط المسائل بأصولها، واستحضار السياق العلمي الذي نشأ فيه النص، مع إفادة من شروح المتقدمين، ومراعاةٍ لحاجات الدرس الأصولي المعاصر، بما يجعله صالحًا للإفادة في ميادين التعليم والبحث.

ويستهدف هذا العمل طلبة العلم والتعليم الشرعي والباحثين والمدرسين، مساهمة في تأصيل الفهم الشرعي وتدريب الأذهان على الاستنباط، بعيدا عن السطحية.

ويعتبر الفقيه مولود السريري من المهتمين بعلم أصول الفقه في المدرسة المغربية المعاصرة، وله اشتغال معروف بالتدريس والتأليف في هذا الفن، مع عناية بالجمع بين التحقيق التراثي والنظر المنهجي المنضبط، في إطار مدارس الأمة المعتمدة.

ومن المنتظر أن تعرض الموسوعة لأول مرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب بمصر،على أن تصل بعد ذلك إلى المغرب وتوزع في سائر البلدان ومعارض الكتب بعد ذلك.