السجل الأسود.. 100 ألف شهيد بفلسطين منذ نكبة 1948
يصعب عدّ الجرائم التي ارتكبتها آلة القتل للاحتلال “الإسرائيلي” بحق الفلسطينيين. وتتعقد المعادلة إذا أضفنا عليها الشهداء العرب والمسلمين الذين ضحوا من أجل الدفاع عن الأراضي الفلسطينية والعربية المجاورة.
وسلكت العصابات والمجموعات الصهيونية منذ وعد بلفور في 2 نونبر 1917 أسلوب تقتيل أبناء الشعب العربي والفلسطيني لإفراغ فلسطين وتهجير أهلها. وتبين معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب الذين سقطوا في سبيل الدفاع عن الأراضي الفلسطينية بلغ نحو مائة ألف شهيد منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم.
وتسجل المعطيات بلوغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى حتى 31 دجنبر 2022 حوالي 11.540 شهيدا، وعدد الشهداء في فلسطين خلال عام 2022 نحو 231 شهيداً منهم 56 شهيداً من الأطفال و17 امرأة.
ويسجل تقرير لمنظمة العفو الدولية “أمنستي إنترناشونال” بعنوان “الاحتلال الإسرائيلي: 50 عاماً من السلب”، سقوط أزيد من 10200 فلسطيني منذ عام 1967، وبالمقارنة مع أرقام الجهاز المركزي يستنتج أن أرقام “أمنستي” أقل من العدد المسجل منذ بداية انتفاضة الأقصى الأولى سنة 1987 والتي انتهت في 1993، لتفتح الطريق لانتفاضة ثانية في 28 سبتمبر 2000 والتي توقفت فعليا في 8 فبراير 2005.
مجازر وحشية
تشتهر مجموعة من المجازر في حق الشعب الفلسطيني لوحشيتها أو لتوثيق بالصور أو لبثها على المباشر، ولعل من أقدمها مذبحة دير ياسين التي وقعت في 9 أبريل عام 1948 على يد الجماعتين الصهيونيتين: أرجون وشتيرن، وراح ضحية حسب المصادر العربية والفلسطينية ما بين 250 إلى 360 شهيدا، ومذبحة اللد في 11 يوليوز 1948 التي قادها إسحاق رابين وبلغت حصيلتها قرابة 426 شهيد.
كما اشتهرت مجزرة خان يونس التي حدثت في نونبر 1956 وعرفت سقوط 1600 شهيد، ومذبحة القدس في يونيو 1967 وأدت لسقوط حوالي 300 شهيد، إضافة إلى صابرا وشاتيلا التي سقط خلالها من 16 إلى 18 شتنبر 1982 قرابة 3 آلاف فلسطيني ولبناني من المتعاطفين مع القضية الفلسطينية.
وتعرف المذبحة التي اقترفها المتطرف الإسرائيلي باروخ جولدستين عبر قتل 29 فلسطينيا كان يصلّون الفجر أيام رمضان شهر فبراير 1994 بمجزرة الحرم الإبراهيمي. كما اقترف الكيان مجزرة جنين والتي وقعت عقب توغّل جيشه في مخيم جنين شهر أبريل 2002 من أجل القضاء على المقاومة الفلسطينية، وقد أدى ذلك إلى سقوط 58 فلسطينياً حسب تقرير الأمم المتحدة.
وتعد حروب غزة من أشهر المجازر المستمرة حتى اليوم، وبدأت بغارات جيش الاحتلال على قطاع غزة في دجنبر 2008، وقد خلّف القصف الجوي والبحري والأرضي قرابة 1400 شهيد فلسطيني، كما أن مجازر القدس والضفة المستمرة شاهدة على السجل الأسود للاحتلال، كان في المقابل كانت المقاومة باختلاف تصنيفاتها من الاحتلال البريطاني سندا للشعب الفلسطيني في كل محطاته.
وكما اشتهرت تلك المجازر، فقد اشتهرت العصابات المسلحة التي كانت تنفيذ مخططات القتل والتهجير وأشهر هذه العصابات: شتيرن والأرجون والهاجاناه، وهي التي كونت فيما بعد ما يعرف بجيش دفاع الاحتلال “الإسرائيلي”.
تغيير كبير
وقد أدت المعارك الممتدة منذ عصر الدولة العثمانية إلى اليوم في تغير جغرافي وسكاني كبيرين على جغرافية فلسطين ونواحيها، يرصدهما تقرير لمنظمة العفو الدولية الذي قال إن “إسرائيل استولت على أزيد من 100 ألف هكتار من أراضي الفلسطينيين منذ عام 1967″. ويشير إلى أن أكثر من 60% من مناطق الضفة الغربية خاضعة بشكل كامل لسيطرة الاحتلال “الإسرائيلي”.
ويشير التقرير إلى أن مجموع المستوطنين الإسرائيليين اليهود الذين يعيشون على الأراضي الفلسطينية المحتلة أزيد من 600 ألف مستوطن، مشيرا إلى هدمها 50 ألف منزل وبناية في الأراضي الفلسطينية المحتلة على مدى الخمسين عاماً الماضية، قائلا “وتغطي المستوطنات الإسرائيلية اليهودية حوالي 35 بالمئة من مساحة القدس الشرقية. وقد ضمت إسرائيل القدس الشرقية رسمياً، بشكل غير قانوني، في عام 1980”.
ولاحظ التقرير أن أزيد من 4,9 مليون نسمة من مجموع الفلسطينيين يواجهون قيوداً يومية على تنقلاتهم، موضحا أن الاحتلال لم يقم بإجراء أية تحقيقات جنائية بخصوص ما يزيد عن ألف شكوى من التعذيب قُدمت إلى سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” منذ عام 2001، ملاحظا السماح للفلسطينين بالبناء على 13% فقط من مساحة القدس الشرقية.
موقع الإصلاح