العلامة أحمد الريسوني: الشيخ البشير اليونسي.. معلمي الأول
نعم الشيخ المجاهد الداعية المربي البشير اليونسي هو شيخي ورائدي الأول في الدعوة والعمل الإسلامي.
فقبل أن أقرأ كتب سيد قطب، وغيره من الدعاة والمفكرين الإسلاميين، كان الأستاذ البشير قد درَّسَنا في السنة الأولى/إعدادي، بعض المواد الأدبية. وكان تدريسه لها مفعما بالروح الدعوية والتربوية وبحرارتها، فكان ذلك بمثابة “نفخ الروح” في نفسي وقلبي.
بعد ذلك، وبعد أن بدأت أصلي، أخذني أخي ورفيق عمري الأستاذ محمد بن الحبيب الدكالي إلى مسجد الفتح بمدينة القصر الكبير، ولاقاني بالنجم الساطع والنموذج اللامع، الأستاذ السي البشير اليونسي.
ومن هنا قامت بيني وبين الشيخ علاقات شخصية، كان فيها كثيرٌ من المناقشات في شأن العمل الإسلامي عموما، وفي المغرب خصوصا.
كان شيخنا السي البشير داعية عمليا تطبيقيا، يجسد مبادئ جماعة التبليغ، ومنها “اجتناب السياسيات والخلافيات”، وكنت أنا ومجموعة الشباب، نخصص حيزا واسعا للقضايا الفكرية والسياسية.
كان آخر اتصال بيني وبين معلمي الأول السي البشير هو اتصاله الهاتفي الذي تم سنة 2018، إثر انتخابي رئيسا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
رحم الله شيخنا، وأستاذ الأجيال، الداعية الكبير، والمربي الحكيم: البشير اليونسي، وجعله {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69].
فاللهم اجُرْنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها.
وإنا لله وإنا إليه راجعون