د عبد العزيز الإدريسي يقدم إصداره الجديد “المنظور السنني في مشاريع الإصلاح المعاصرة”
قدم الدكتور عبد العزيز الإدريسي صباح اليوم الأحد برواق حركة التوحيد والإصلاح ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 29، إصداره الجديد “المنظور السنني في مشاريع الإصلاح المعاصرة: أعلام وقضايا” عن الدار المغربية للنشر والتوزيع.
وأكد مسؤول قسم العمل العلمي والفكري لحركة التوحيد والإصلاح، أن الكتاب هو في الأصل رسالة أطروحة دكتوراة ناقشها بجامعة أبو شعيب الدكالي في وحدة “فكر الإصلاح والتغيير في العالم العربي والاسلامي”. وبدأت القصة مع الكتاب من خلال الانخراط في مشروع حركة التوحيد والإصلاح كأحد الخيارات في هذا الوطن الحبيب منذ أن كان تلميذا مع هم الإصلاح الموجود لعودة الأمة إلى نهضتها وحضارتها. فقرر أن تأطير هذا الهم من الهم الذي يتناسب مع الخط الإصلاحي من خلال الاشتغال على هذا الموضوع.
وأشار الكاتب في تقديمه إلى أن الكتاب يتكون من خمسة فصول لكل فصل قضيته، حيث يتناول الفصل الأول دراسة في مفهوم الإصلاح انطلاقا القرآن الكريم والمعاجم والفقهاء ووصل من خلال ذلك أن الإصلاح من المفاهيم الأساسية، وقام بتكثيف مصطلح الإصلاح باعتباره من إعمار الأرض وأن الإنسان مستخلف فيها وليس إعمار مادي فقط ولكن إعمار معنوي بكل تجلياته.
أما الفصل الثاني من الكتاب فيتطرق إلى دواعي الإصلاح، وأسبابه من خلال دواعي ذاتية وموضوعية، وتتمثل دواعي الإصلاح انطلاقا من عدد من المداخل الإصلاحية منها ما هو تربوي تعليمي وثقافي فكري وسياسي وعسكري، ثم يتناول أيضا أسئلة وملاحظات في التحقيب التاريخي لفكر الإصلاح.
وفي الفصل الثالث من الكتاب، يعالج عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح موضوع المنظور السنني في الفكر الإسلامي والإصلاحي المعاصر تأصيلا واستشرافا، معتبرا أنه منظور مهم لكن لم يتم الالتفات إلا في القرنين التاسع عشر والعشرون حينما صدم المسلمون بتأخرهم خلال الاستعمار الغربي.
وخلص الباحث المغربي إلى أن هذا المنظور مازال في بواكره وبداياته، لأنه مرتبط بالسنن في بناء الأمم والحضارات، ومازال أمامه وقت لينضج أمام ما تعيشه هذه الأمة من ضعف وخذلان خاصة في فلسطين.
أما الفصل الرابع من الكتاب فاستعرض فيه المؤلف أعلام وقضايا في مشاريع الإصلاح المعاصرة في العالم الإسلام، تناول فيه بعض المشاريع والتجارب الإصلاحية.
ومن بين النماذج التي تناولها الدكتور عبد العزيز الإدريسي، نموذج راجي إسماعيل الفاروقي الذي اغتالته الأيادي البريطانية الصهيونية، لأنه يحمل مشروعا مهما لتحرير الأمة وكان له دور في تأسيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي ومشروع أسلمة المعرفة، مرورا إلى مشروع أبي الأعلى المودودي وتأسيس السياسة على العقيدة ومفهوم الحاكمية وأسئلة الدولة الحديثة، ثم مشروع سيد قطب والمشروع الإصلاحي وسؤال الماضي والحاضر المستقبل، مرورا إلى مشروع بديع الزمان النورسي الذي جاء بمشروع من منطلق إنقاذ الإنسان بالإيمان، نجد بعض اثاره في تركيا خصوصا وبعض الأوساط العربية عبر المشروع النوري.
وتناول المؤلف أيضا مشروع فريد الأنصاري رحمه الله؛ الذي كانت له رؤية إصلاحية تجديدية، واقترح مشروع الفطرية عبر الانتقال من الحركة الإسلامية إلى حركة الإسلام انطلاقا من تجارب الإصلاح، وهو مشروع يحتاج إلى قراءة نقدية من أجل تطويره والاستفادة منه، وصولا إلى مشروعه من القرآن إلى العمران. ثم مشروع مالك بن نبي في التغيير انطلاقا من مقولته غير نفسك تغير التاريخ انطلاقا من قوله تعالى “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، عبر أسئلة النهضة وإشكالاته، ومشروع علي عزت بيغوفيتش ومركزية الثقافة في مشاريع الإصلاح.
اما الفصل الخامس والأخير من الكتاب، فخصصه الدكتور الإدريسي خلال تقديمه لمشاريع الإصلاح المعاصرة وآفاق الوعي السنني وأسئلة المستقبل التي تحتاج إلى قراءة معاصرة وجرأة مثل قضية المواطنة التخلف المرأة العلمانية والمواثيق الدولية وغيرها،
وخلص في نهاية تقديمه للكتاب برواق الحركة إلى الحاجة لاجتهادات تفصيلية في المنظور السنني تنطلق من رؤيتنا الإسلامية من خلال القرآن الكريم.
ويرصد الكتاب العديد من المشاريع الإصلاحية والرؤى النهضوية والأطروحات التجديدية ويبحث في مدى استيعابها للمنشور السنني وكيف نستفيد من تجاربها التغييرية وكسبها الإصلاحي،
ويكاد يجزم الكاتب في تقديمه إلى أن أغلب الدراسات حول المشاريع الإصلاحية والأبحاث حول الرؤى النهضوية قد اغفلت البحث والكشف عن تطبيقات المنظور السنني في هذه التجارب ، رغم توافره عند البعض وانعدامه عند البعض، وهذا الذي بينه في ثنايا البحث.
وشاركت حركة التوحيد والإصلاح في المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 29 بالرباط تحت شعار “بالقراءة تنهض الأمم” برواق تضمن آخر إصداراتها وعرف الفضاء برنامجا متنوعة شمل تقديم عدد من الكتب الجديدة وطرح قضايا معاصرة وفق رؤية الحركة عرفت حضور قيادات دعوية ومفكرين واكاديميين وباحثين من مختلف الحقول المعرفية.
موقع الإصلاح