الحسين الموس يكتب: حال قاعة الصلاة بمعرض النشر والكتاب
يعتبر معرض الكتاب والنشر فرصة سنوية لتزود الصغار والكبار بما جد في عالم الكتب، وهو أيضا مناسبة يحج إليها المغاربة من جل مدن المغرب، ويلتقي فيها المثقفون والفاعلون مع بعضهم البعض.
ومما يعاب على اللجنة المنظمة طوال دورات المعرض السابقة قلة اهتمامهم بشعيرة الصلاة، هذه الشعيرة التي أمر القرآن الكريم بالحفاظ عليها حيث قال سبحانه: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]. والتي كان عمر رضي الله عنه يوصي بها العمال والولاة ويأمرهم بضبط مواقيتها للناس فيقول كما في حديث مالك: ” إِنَّ أَهَمَّ أَمْرِكُمْ عِنْدِي الصَّلَاةُ فَمَنْ حَفِظَهَا وَحَافَظَ عَلَيْهَا حَفِظَ دِينَهُ وَمَنْ ضَيَّعَهَا فَهُوَ لِمَا سِوَاهَا أَضْيَعُ ثُمَّ كَتَبَ أَنْ صَلُّوا الظُّهْرَ إِذَا كَانَ الْفَيْءُ ذِرَاعًا إِلَى أَنْ يَكُونَ ظِلُّ أَحَدِكُمْ مِثْلَهُ وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ قَدْرَ مَا يَسِيرُ الرَّاكِبُ فَرْسَخَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ وَالْمَغْرِبَ إِذَا غَرَبَتْ الشَّمْسُ وَالْعِشَاءَ إِذَا غَابَ الشَّفَقُ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ فَمَنْ نَامَ فَلَا نَامَتْ عَيْنُهُ فَمَنْ نَامَ فَلَا نَامَتْ عَيْنُهُ فَمَنْ نَامَ فَلَا نَامَتْ عَيْنُهُ وَالصُّبْحَ وَالنُّجُومُ بَادِيَةٌ مُشْتَبِكَةٌ”.
وإذا كانت دورات البيضاء من أسوأ الدورات في تخصيص مكان للصلاة مساحة وموقعا وفراشا، فإن دورات الرباط لم ترتق إلى ما يجب، وإن كان الموقع أفضل منه في البيضاء. فالصور المرفقة تبين أن قاعة الصلاة صغيرة جدا، يضطر المصلون إلى التناوب عليها في عدة جماعات، ثم إنها كقفص صغير بدون نوافذ ولا تهوية ، حيث يخرج المصلي منها كأنه خارج من حمام يتصبب عرقا.
فماذا سيضر القائمين على المعرض لو خصصوا قاعة كبيرة تليق بالرجال وأخرى تليق بالنساء، ووضعوا بها نوافذ للتهوية. ولو أرادوا الاحسان لعينوا لها مؤذنا وإماما للصلوات الخمس، ولأقاموا بها صلاة الجمعة بالتنسيق مع وزارة الأوقاف تيسيرا على الزوار والعراضين، وبهذا يزداد إشعاع المغرب ويظهر تمسكه بالمذهب المالكي .
نأمل أن يجد هذا النداء الآذان الصاغية في الدورات القادمة.