الدكتور الحبيب الشوباني يعيد عجلة الزمن لطرح سؤال المسألة اليهودية

قال الدكتور الحبيب الشوباني إن “القيمة المعرفية لكتاب المسألة اليهودية في عصر الطوفان، تكمن في أنه أعاد عجلة الزمن إلى الخلف واستوقف التاريخ لكي يعيد طرح سؤال: ما المسألة اليهودية؟”.
جاء ذلك خلال تقديم وتوقيع كتابه “المسألة اليهودية في عصر الطوفان .. في بناء سردية المأزق الوجودي للحل الصهيوني للمسألة اليهودية”، يوم الخميس 24 أبريل 2025، برواق حركة التوحيد والإصلاح بالمعرض الدولي للكتاب.
ورأى الوزير السابق أن “القضية الفلسطينية هذا المصطلح السياسي هو أكبر خديعة مورست فكريا على المسلمين أولا وعلى البشرية بشكل عام”، موضحا أن الكلام كثر عن القضية الفلسطينية وفي المقابل قل الكلام عن المسألة اليهودية.
وأوضح البرلماني السابق أن أهم انتصار للحركة الصهيونية ليس مجرد احتلال الأرض وإنما احتلال العقول، مشددل على ضرورة فهم المسألة اليهودية من أجل بناء مواقف عليها لتفادي التيه في التضليل الذي مورس باستعمال قضية ومصطلح القضية الفلسطينية أو القضية العربية.
وأشار الشوباني إلى أن طوفان الأقصى أصبح له مفعول استراتيجي كبير وأدى إلى تفكيك هذا المشروع الصهيوني، موضحا أن هناك إجماع اليوم حول هذا الأمر لدى عقلاء ما يسمى بمفكري ما بعد الصهيونية الذين يعتقدون أن الصهيونية خلقت لليهود مشكلة كبيرة في تاريخهم.
وأضاف أن الصهيونية أصبحت اليوم عبئا على اليهود، لأنها أدت إلى رسم صورة تتطابق فيها صورة اليهودي بصورة الصهيوني النازي، مشيرا إلى أن هناك تيار من المفكرين في اليهود يدعون إلى فصل اليهودية عن الصهيونية باعتبار أن التطابق من اليهود والصهيونية يشكل خطرا على اليهودية.
ويطرح الشوباني ما يسميه بالحل المزدوج لمعالجة هذه المسألة، أي تحرير فلسطين من الاستعمار والاحتلال الصهيوني الإحلالي النازي العنصري من جهة، وتحرير اليهود من الصهيونية من جهة أخرى، موضحا أن هذا الكتاب وفق لكي يتناول الموضوع بطريقة غير مألوفة.
وأوضح الشوباني أن كتابه هذا الذي صدرت طبعته الأولى في أكتوبر 2024 يقف اليوم على عتبة إصدار الطبعة السابعة، مشيرا إلى أن هذا يدل على أن هذا الكتاب استجاب لحاجة مجتمعية وفكرية لها علاقة بالمسألة الجوهرية للأمة.
وأضاف رئيس جهة درعة تافيلالت سابقا أن الكتاب صدرت له طبعة في تونس وهناك طبعات أخرى في الطريق من عواصم عربية أخرى، مشيرا إلى أن هناك ترجمة له إلى اللغة الإسبانية واللغة الفرنسية وسترى النور قريبا، موضحا أن هذه من بركة الطوفان وبركة الكتابة في هذا الموضوع.
وأوضح المتحدث أن العقلاء من اليهود اليوم يتحدثون عن أن هذا المشروع الصهيوني استنفذ أغراضه وأنه أصبح عيبا على الإنسانية وعيبا على الضمير الإنساني وعيبا على اليهود وعيبا على الغرب إلى أخره.
ونبه إلى أن الغرب أدرك أن هذا الكيان أصبح عبئا على الغرب وعلى التمويل ولا يمكن أن يستمر في قلب العالم الإسلامي المحاط بأزيد من ملياري مسلم على ضعفهم وتخلفهم وتشرذمهم، وأنه لا يمكن تثبيت كيان احتلال عنصري استيطاني في قلب العالم الإسلامي إلى ما لا نهاية له.
موقع الإصلاح