الدكتور أحمد الريسوني: ملتقى الوفاء مبادرة نوعية وسنة حسنة ينبغي تعميمها واستمرارها

أكد العلامة المقاصدي الدكتور أحمد الريسوني، أن ملتقى الوفاء لرموز وقيادات من حركة التوحيد والإصلاح، قضوا نحبهم مبادرة نوعية وكريمة وسنة حسنة تسنُّها الحركة داعيا إلى تعميمها والقيام بها في سائر الأقاليم واستمرارها وطنيا.

جاء ذلك في كلمة له في ملتقى الوفاء الذي احتفى فيه المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، صباح الأحد 15 يونيو 2025 بعدد من رموز وقيادات الحركة السابقين الذين قضوا نحبهم تكريما لعطاءاتهم والأثر الكبير الذي تركوه في المشروع، تحت شعار “ملتقى الوفاء.. لأهل الإصلاح والعطاء”، بقاعة عبد الله بها بالمقر المركزي للحركة بالرباط، بحضور الرؤساء السابقين وأسر وأصدقاء الراحلين المحتفى بهم. 

واستحضر الدكتور أحمد الريسوني أول رئيس منتخب لحركة التوحيد والإصلاح  خلال كلمته، قوله تعالى في سورة الأحزاب “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” والتي تظلل هذا اللقاء وعبرته.

وأشار العلامة المقاصدي إلى أن المقصود بالرجال في الآية عامة الناس رجالا ونساء  و”قضى نحبه” أي قضى أجله “ومنهم من ينتظر” أي ننتظر أن نقضي نحبنا وعلى المعنى الأول أي أن نوفي عهدنا وأن نؤدي التزامنا، و”ما بدلوا تبديلا” يشير إلى أن معركة الدعوة لها شقان معركة الدعوة لإحياء ما أميت وتشغيل ما تم تعطيله ولكن أيضا هناك وجه آخر لا يقل أهمية خطورة وهو التحريف.

ولفت الريسوني إلى أننا ليس فقط على ما مضى عليه هؤلاء الأفاضل وأسلافنا في المغرب وغيره، وليس على ما مضى عليه فقط الصحابة، ولكن نحن على ما مضى عليه الأنبياء، ولذلك الرصيد الثابت الذي لا ينبغي أن يتبدل ولا أن يتغير هو الرصيد المشترك بين الأنبياء والرسالات السماوية في الإيمان والقيم والعبادة والعدل وغيرها من الأحكام الثابتة والقطعية التي لا هوادة ولا تغيير فيها.

واستشهد الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بما ورد وروي عن بعض الصحابة قولهمقاتلنا على تنزيله واليوم نقاتل على تأويله”، مؤكدا على أننا نحن اليوم نقاتل على تأويله ليه مدونة الأسرة نموذجا نقاتل على تأويله فهناك اليوم كثيرون من عجزوا أن ينحوا الإسلام فبدأوا ينحونه بطريقة أخرى، وهي تكييفه وأقلمته وإعادة صباغته وإعادة تشكيله. 

واستدرك  في الآن ذاته بأن الأحكام الشرعية بطبيعة الحال منها ما يقبل المراجعة والتعديل والتغيير ولكن وما بدلوا تبديلا هناك أمور لا تتبدل ولا تتغير هناك ثوابت هناك قطعيات هناك كليات. 

احتفى المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، صباح الأحد 15 يونيو 2025، بعدد من قيادات الحركة السابقين الذين قضوا نحبهم تكريما لعطاءاتهم وا

واعتبر العلامة الريسوني، أن العبرة من هذا الاحتفال بالنسبة لنا أن الذين مضوا وما بدلوا تبديلا تنبيه إلى فكرة التبديل وخطورتها ومنزلقها، لأنه قد نقول نحن على خطى السلف وعلى مذهب الإمام مالك وعلى كذا ولكن حينما تفحص المحتوى اليوم والمحتوى السابق تجد بونا شاسعا، فأحيانا البون الشاسع يكون كما بيننا وبين هؤلاء الأخوة والأخوات الذين ذهبوا وأحيانا الإنسان في حياة شخص واحد تجد التحول والانقلاب.

وأوضح المتحدث في هذا الإطار أن تجد واحد كيف كان ولما أصبح وزيرا أو  رئيسا أو عضوا في المجلس العلمي أو غنيا بعدما كان فقيرا كيف أصبح ، محذرا من أن تتأقلم الأفكار وتتحول بحسب تغييرها وهو الذي تحذر منه هذه الآية.

وشدد الريسوني على أننا ننتمي إلى أمة أولها آدم ونوح وغيرهما من الأنبياء وإلى خاتم الأنبياء صلى الله عليه وعلى إخوانه جميعا وسلم، وإلى الصحابة والسلف الصالح والأئمة الأربعة وإلى هؤلاء جميعا ولا نبدل ما لا يقبل التبديل، هذه هي الرسالة التي تحملها إلينا وإلى الأجيال هذه الآيةوما بدلوا تبديلا” أي عدم التبديل.

وخلص في نهاية كلمته إلى أن هناك مشكلة وآفة ومنزلقا إسمها التبديل، معتبرا أن التبديل الذي تحذر منه هذه الآية ليس هو المراجعة الفكرية والعلمية بل هو التبديل لضغوط ولظروف ولمصالح ولأغراض.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى