الدكتورة فاطمة الزهراء هيرات: طوفان الأقصى جعل فلسطين قضية إنسانية

قالت الدكتورة فاطمة الزهراء هيرات إن طوفان الأقصى جعل القضية الفلسطينية قضية إنسانية وليست قضية قومية، بعد أن كانت مهمشة أو في طي الإنهاء خاصة مع توقيع اتفاقيات التطبيع وصفقة القرن.
جاء ذلك خلال مشاركتها في ندوة علمية وطنية حول “عامان من طوفان الأقصى: قراءة في معالم التحول والأثر الاستراتيجيين” نظمتها المبادرة المغربية للدعم والنصرة، يوم السبت 4 أكتوبر 2025 بالمقر المركزي لحركة التوحيد والإصلاح بالرباط، إلى جانب كل من عبد الله ساعف والحبيب الشوباني.
وأوضحت هيرات أن القضية الفلسطينية شهدت تحولات استراتيجية خلال العامين السابقين على المستوى الإقليمي والدولي، وتجسدت في ما شهدته الضفة الغربية والحدود اللبنانية الجنوبية واليمن والغموض والتردد الذي يلفان الداعمين لكلا الجانبين.
وقالت المحاضرة إن الطوفان أعاد القضية إلى عمق النقاش الأمني الدولي وليس فقط الإقليمي، مشددة على على سقوط نظرية إغلاق الملف الفلسطيني، وإغلاق الطوفان لمجموعة من المفاهيم الاختزالية للقضية مع تفنيد سرديات تاريخية.
وشددت الأستاذة الجامعية على ضرورة إطلاق سرديات جديدة بسبب تزوير التاريخ أمام أعين الجميع، كما شددت على ضرورة مراجعة قيادات السلطة الفلسطينة ككل، على اعتبار أن السلطة الفلسطينية هرمت وتآكلت.
ونبهت إلى وجود فشل وانقسام على مستوى السلطة الفلسطينية بحيث ان الكيان الصهيوني نفسه لم يعد في حاجة إليها، موضحة أن مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعطيها مزايا من ضمنها الانتقال إلى دولة كاملة العضوية لها حق التصويت والقرار.
ورأت أن بعض الدول استعملت الاعتراف بالدولة الفلسطينية كوسيلة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، موضحة أن من المزايا التي حققها الطوفان الاعتراف بالمقاومة كحركة تحررية.
وشددت الباحثة على أن الخيار العسكري الذي استعملته المقاومة أثبت أنه هو الخيار الوحيد للحوار مع الاحتلال، خاصة مع قدرته في تحقيق اهتزاز لنظرية الأمن الإسرائيلي، وفشل الاحتلال في تطويع الشعب الفلسطيني بفعل تحوله إلى مقاومة.
وتوقفت عند عشرات المؤشرات العالمية التي أكدت تأثير الطوفان على سمعة دولة الاحتلال الإسرائيلي مثل هبوطها إلى أدنى رتبة في مؤشر القوة الناعمة، وتراجع تأييد الاحتلال الإسرائيلي في مؤشرات أخرى، مؤكدة أن كل تلك المؤشرات تشير إلى أن الدولة في اتجاه الزوال مع تنامي الحركات لصالح القضية.
ولاحظت أن العالم يشهد إعادة تشكيل النظام الدولي بسبب تآكل الهيمنة العالمية للولايات المتحدة الأمريكية، ممثلة لذلك بعدة دول أعادت النظر في تحالفاتها مع الولايات المتحدة مثل حليفها السعودية التي التحقت باتفاق مع باكستان مع انفتاح هذا الاتفاق على دول أخرى لكون الاتفاقية غير ثنائية.
موقع الإصلاح