الخادمي يدعو إلى موازنة مقاصدية متعددة المسارات للعودة التدريجية لرسالة المسجد
دعا الدكتور نور الدين الخادمي؛ أستاذ التعليم العالي بتونس، إلى الموازنة المقاصدية في قضية العودة إلى المساجد خلال الموجة الثانية من جائحة فيروس كورونا واعتماد مقاربة تجمع بين الجهد الرسمي للدولة والجهد المدني للمجتمع.
وأوضح أستاذ التعليم العالي بتونس خلال ندوة نظمها مركز المقاصد للدراسات والبحوث أمس الخميس 10 شتنبر 2020، عن بعد بعنوان “رسالة المسجد في ظل جائحة كورونا”، أن هذه الموازنة المقاصدية هي موازنة مركبة ومعقدة ليست ببعد واحد وليست ببعد فقهي افتائي معزول عن أبعاد أخرى طبية واجتماعية وسياسية وبأبعاد تمثل نظما مركبا وإطارا مرجعيا أساسيا ضمن مجابهة وطنية ومجابهة عالمية.
وخلص الخادمي إلى أن هذه الموجة الثانية العودة إلى المساجد هي عودة غير طبيعية يجب أن تتم بمسارات وضوابط وإجراءات عبر ثلاثة مسارات وهي الفتح التدريجي للمساجد والفتح الموضعي والفتح المجالي.
وأبرز المتخصص في علم مقاصد الشريعة أن المسار الأول المتعلق بالفتح التدريجي يكون بألا تفتح المساجد دفعة واحدة وإنما بمقاربة مبنية على الدراسة من جهة تحقيق السلامة ودفع المفاسد وملاحظة حول الكثافة السكانية وحضور الوعي العام وإمكانيات المسجد والدولة والمجتمع وهذا متفاوت بين مدينة وأخرى وبين الإمكانيات والتجهيزات والوعي العام.. وهو فتح تدريجي في الزمان.
وأشار الخادمي إلى أن المسار الثاني المتعلق بالفتح الموضعي يكون بالنسبة إلى الأماكن والتفريق بين المدن والقرى والعواصم والأمكنة ذات الكثافة السكانية العالية والفضاء المسجدي المكاني حيث اتساعه وتهويته وقابليته لإجراء التطبيقات الصحية من جهة المداخل والمخارج وإمكانية التباعد الجسدي واستغلال المحيط وليس بمكان محيط بمبان ومساكن عمرانية.. فلا بد أن يأخذ هذا المسار بعين الاعتبار الأماكن من جهة ما تحققه من سلامة باليقين أو بغلبة الظن.
وفيما يخص المسار الثالث وهو الفتح المجالي، بين الخادمي أن المقصود بالمجال هي الأعمال التي تمثل رسالة المسجد وهي مجال شعائري يتعلق بالصلوات الجماعية وبصلاة الجمعة وبالآذان وبإقامة الصلاة ومجال ثان متعلق بالجانب القرآني التلاوة والحفظ والكتاتيب القرآنية ومجال ثالث يتعلق بالتعليم والفقه والدرس والمحاضرة والندوة، حيث أن هذه المجالات الثلاث تؤخذ بعين الاعتبار للعودة إلى المساجد في ظل الموجة الثانية من الجائحة.
الإصلاح