الحمداوي والهلالي يناقشان تأثيرات “طوفان الأقصى” على العمل الإسلامي وآفاقه النهضوية
قال المهندس محمد الحمداوي إن محطة “طوفان الأقصى” استنهضت الفاعل الإسلامي في مسار الاستئناف والاشتباك مع ضرورة استثمار الآثار الإيجابية لهذه المحطة.
وفي تقييمه للقضية الفلسطينية خلال المائة سنة الماضية، أكد الحمداوي صباح اليوم الأحد في مداخلته بالجلسة الثانية من أشغال الندوة الفكرية السنوية الثانية لمجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح، بعنوان “الطوفان الأقصى: سياقه وتداعياته على النظام الدولي” بالرباط، أنه كان للحركة الإسلامية في كافة المحطات السابقة، أثر وشاركت في الأثر، بل كانت الأثر الأساسي في محطات اشتباك الأمة مع أعدائها، مستحضرا نموذج الربيع العربي ودور الحركة الإسلامية في الالتحام مع المطالب الشعبية.
ولفت الرئيس الأسبق لحركة التوحيد والإصلاح إلى أن “طوفان الأقصى” جاء كرد للحركة الإسلامية على مشروع تصفية القضية الفلسطينية، وأثرت وشاركت في هذا المسار بل كان لها التأثير الأساسي فيه وفي وجدان الأمة.
ودعا الحمداوي إلى رصد المعاني الكبرى التي فجرها “طوفان الأقصى” وأثره واستبنات هذه المعاني في عملنا الإسلامي؛ حتى نكون في مستوى التحدي مثل التأثيرات التي حدثت سابقا من خلال استنبات تأثير جديدمن معاني الاستماتة والعزة والكرامة، والانتفاضة وإرادة الاستقلال والتحرر وغيرها من المعاني.
وأشار عضو مجلس شورى الحركة إلى أن “طوفان الأقصى” أحدث تحولا من حالة الدونية والمظلومية والذل إلى حال الشعور بالعزة والكرامة والشرف، والقدرة على النصر والتحرير، ورد الاعتبار والصمود الأسطوري، وكل هذه المعاني والروح ينبغي تجميعها والبحث عن أي يمكن وضعها.
وتناول المهندس الحمداوي ثلاثة أبعاد أساسبة للمعركة الشاملة للأمة؛ وهي تحرير فلسطين الذي يحتاج الدعم والنصرة، وتحرير النظام العربي والاسلامي من التحكم والابتزاز الصهيوني عبر مقاومة التطبيع والتركيع، وتمنيع الدول وتحرير المنتظم الدولي من هيمنة الصهيونية العالمية، لأن هذا التحول قد يخرجنا من حالة العجز والتمنع إلى التحرر.
ودعا الحمداوي إلى استنهاض الفعاليات التدافعية للأمة والمشاركة، والمساهمة فيها من منطلق التدافع والانتماء بكفاءة واقتدار، والاستجابة لطموحات التجديد والتطوير واستحضار النهوض، مستعرضا في الوقت نفسه أربع تأثيرات لــ” طوفان الأقصى” على العمل الإسلامي؛ أولها استشعار حجم وأبعاد مسلسل الإبادة الحضارية، ومقاومة مشروع الإزاحة ومحاولة معالجة آثاره، وصياغة مقولات ملائمة للاستنهاض العام.
و أوصى المتحدث الحركة الإسلامية -وهو أحد قادتها البارزين- باستثمار هذه المحطة لـ”نفخ الروح” في الأمة ، وأن تزرع عند أبنائها الإلهام والقلق اتجاه القضية، والربط بين الإبادة الجماعية في غزة والإبادة الحضارية للأمة في مقاومة مشروع الإزاحة، والالتحام مع حركة الإسلام تثمينا ودعما وترشيدا، والاعتزاز بعالمية الإسلام، وإشاعة الاستقامة في مواجهة التفاهة واللاخيرية.
ومن جهته، أكد الأستاذ امحمد الهلالي أن “الطوفان” بالمنطق الإيماني والسنني ليس فرصة إعجازية أو طفرة تاريخية، نتجت عن لحظة قارية فقط. وإنما هو عمل تراكمي التقى فيه التخطيط والإصرار الإنساني بالتوفيق الرباني، أي أنه حاصل تداخل السنني بالقدري.
واعتبر الهلالي في مداخلة له بعنوان في مداخلته له بالجلسة الثانية من أشغال الندوة الفكرية السنوية الثانية لمجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح بعنوان “الطوفان الأقصى: سياقه وتداعياته على النظام الدولي” بالرباط، أن “طوفان الأقصى” بوصفه ربيع الأمة، قد أزال الفواصل بين الممانعة والخذلان، وقرَّب المسافة وقلص الفجوة وفعل المقايضة ومسلك المتاجرة في التعامل مع القضية الفلسطينية، حيث استوى الموقفان والمسلكان في منع إيقاف الإبادة الجماعية، وفي إنهاء التجويع الجماعي ومحاولات التهجير القسري بفلسطين.
وذهب رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة في مداخلته إلى أن أهم أثر للأحداث الكبرى من قبيل الطوفان أو الربيع العربي؛ هو ما تنتجه من فرص لطرح سؤال المراجعات، والتساؤل مع الذات ومساءلة المشروع بغض النظر عن نتائج هذه المراجعات وخلاصاتها.
يشار إلى أن مجلس شورى حركة التوحيد والإصلاح عقد يومي السبت والأحد 25 و 26 ماي 2024 بالرباط، أشغال الندوة الفكرية السنوية الثانية لمرحلة 2022-2026 .
موقع الإصلاح