الحسين الموس ينعى الشيخ محمد أمين الإسماعيلي رحمه الله

حضرت وأستاذي الدكتور أحمد أبو زيد يوم الأحد رابع ذي الحجة 1446 هـ موافق فاتح يونيو 2025 في تشييع جنازة الدكتور محمد أمين الإسماعيلي الذي وافته المنية صباح هذا اليوم.

وقد شارك في تشييع الجنازة جمع غفير من أسرة الفقيد، ومن زملائه في التدريس ومن تلامذته. وألقى بين يدي الجمع الدكتور محمد الحسن الغربي موعظة مؤثرة نوه فيها بأخلاق الفقيد، وأدبه وابتسامته التي لا تفارقه، وببلاغته في دروسه ومواعظه، ثم دعا له بالرحمة والمغفرة.

عرفت الفقيد خلال دراستي في سنوات الإجازة بشعبة الدراسات الإسلامية حيث درّسني العقيدة، ثم توالت الاتصالات به في بعض مجالس العلم التي يحضرها، كما كنت ألتقي به رحمه الله في نادي النرجس حيث كان رحمه الله نموذجَ العالم الذي يعتني ببدنه، ويحافظ على صحته بممارسة الرياضة.

درس بالمملكة العربية السعودية، وأشرف عليه في الدكتوراه الأستاذ محمد قطب، ودرسّ بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، ولما عاد إلى المغرب عمل مدة بوزارة الأوقاف، ثم تركها وعمل أستاذا بشعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بالرباط وتولى رئاسة الشعبة لبعض الفترات.

وكان زميلا للدكتور أحمد الريسوني لسنوات وقد وقع بينهما شيء من الاحتكاك والخلاف حول تسيير الشعبة، ثم آلت علاقتهما إلى تفاهم ومدوة واحترام. وظل الدكتور أحمد الريسوني يقدر الرجل، ويسأل عنه ويتودد له. وكان كلما عاد من خارج المغرب يطلب برمجة زيارة له، وقد رافقته في اثنتين منها فرح لهما الدكتور محمد أمين الإسماعيلي كثيرا، ونوّه فيها بشجاعة الدكتور أحمد وأنه لا تأخذه في الله لومة لائم.

ذكر لي الدكتور أحمد الريسوني أن محمد أمين الإسماعيلي طلب منه أن يكون ضمن مناقشة رسالة الدكتوراه لطالب من دولة مجاورة للمغرب ويعيش ظروفا صعبة، وجاء الطلب في يوليوز، وهي بداية العطلة، ويحتاج الأمر إلى وقت لقراءة الأطروحة قبل مناقشتها، فاستجاب حفظه الله لطلب الفقيد وقال له:” أنا مستعد لأوقف التاريخ لأجلهما”، فتفرغ لقراءة الأطروحة في وقت وجيز وشارك في المناقشة.

ومما ذكره لي بعض الإخوة أنه كان بشوشا يرحب بطلبة العلم ويكرمهم. فقد كان أحدهم بدرس بسلك الماستر مع الدكتور العربي بوسلهام رحمه الله، وكان  يصعد أحيانا إلى الطابق الثاني حيث قاعة وحدة  العقيدة وطلبة الدكتور أمين الإسماعيلي، والتي كانت تضم كتبا، وكان يسترق النظر إلى ما هنالك  من كتب فلما لاحظ  الدكتور محمد أمين تردده في الدخول رحب به وقال عبارته: (تفضل فالعلم رحم بين أهله).

رحم الله الفقيد رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى