الحسين الموس: ترشيد استهلاك الماء مسؤولية جماعية تبدأ بالفرد
أكد الدكتور الحسين الموس رئيس مركز المقاصد للدراسات والبحوث، أن المسؤولية جماعية في ترشيد استهلاك الماء والحفاظ على استدامته للجميع، تبدأ بالفرد الذي يجب أن يعي أنه مسؤول أمام الله عن كل قطرة من الماء والمال مال الله استخلفنا فيه، لا يحق له التبذير وعليه أن يكون قدوة في الترشيد لا متبعا في تبذير المياه، كما ينبغي أن تشيع عقلية ترشيد استهلاك الماء كي لا تغرق السفينة.
واعتبر الموس خلال مداخلته أمس في ندوة علمية، احتضنها المقر المركزي لحركة التوحيد والإصلاح بالرباط مساء اليوم الجمعة، أن الأسرة لها دور كبير في ترشيد استهلاك الماء، لأن الفرد يقوم بتصرفات أخذها عن أسرته بالدرجة الأولى والأسرة هي أساس استنبات العادات الحميدة في كل ما له علاقة بترشيد الاستهلاك. مطالبا الأباء والأمهات إلى استنبات هذه العادات الحميدة لدى ناشئتنا وأبنائنا في استعمال الماء وعدم تبذيره وعدم تبذير الطعام الذي لا يمكن أن نحصل عليه بدون ماء، باعتبار ترشيد الاستهلاك بصفة عامة يعود بالنفع بصفة خاصة على ترشيد استهلاك الماء.
وأوصى خريج دار الحديث الحسنية في مداخلته بعنوان “ندرة الماء نظرات مقاصدية ومقترحات عملية لتجاوز الأزمة”، الأسر بأن تبدأ بعادات بسيطة جدا يتعود عليها الأفراد بدءا من طرق استعمال الماء في البيت وكيفية القيام بعملية النظافة والوضوء والاغتسال وغسل الأواني والسيارات وغير ذلك. لافتا أيضا إلى أن المجتمع المدني والعلماء والإعلام لهم دور كبير أيضا في المساهمة في حفظ هذا الوطن لا قدر الله من وضع كارثي في الماء، لهذا ينبغي أن نعي أن الأمة هي الأصل في تاريخ هذا الوطن ولا بد أن تستعيد دورها، كما أن للدولة دورها يجب أن تقوم به لأنها هي الراعي والمسؤولة.
وحث الدكتور الموس الدولة على المزيد من الدراسات والأبحاث لحفظ الماء والسهر على حفظ تنفيذ المشاريع وألا يكون هناك تبذير وحالات ضياع للماء، واعتماد خطة وطنية في المشاريع الفلاحية والصناعية، فمن غير المعقول أن المغرب بلد يعاني من تغيرات مناخية وأزمة في الماء ويقوم بتصدير الماء لذلك لا بد من سياسة واضحة يكون فيها ترشيد الماء في الفلاحة، وأن نستغني الزراعات غير الضرورية والمشاريع الصناعية التي تستهلك الكثير من الماء، والمشاريع الصناعية التي تستهلك كمية كبيرة من الماء لكي ترشد، واعتماد إجراءات صارمة لمن تعدى الحدود وأسهم في ضياع هذه الوفرة من الماء الذي أنعم الله به علينا.
كما اقترح عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح على الدولة الحجر على السفهاء المعروفين بتبذير وتضييع الماء والتوجيه في جميع الجوانب الزراعات والأبار، ووجود برامج في المقررات الدراسية وبرامج إعلامية هادفة وأمور عملية تلقن الأطفال ترشيد استهلاك الماء إذا أردنا فعلا أن نسهم في علاج هذه الأزمة التي نسأل الله أن يفرجها عنا بقدرته.
ونبه الموس إلى أن الماء له علاقة وثيقة بالكليات الخمس في الشريعة الإسلامية فأغلب العبادات تقوم على الطهارة في حفظ الدين، والحفاظ على الموارد المائية يضمن حفظ النفس من الهلاك، والماء أيضا يتعلق بكلية حفظ العقول والعقل هو جزء من البدن وكلما حافظنا على العقل نحافظ على البدن، وحفظ النسل هو حفظ للطفولة التي تحتاج أكثر من غيرها إلى الماء من نظافة وطهارة وغذاء، كما أن الماء له تعلق أيضا بدورة الحياة المال بالاقتصاد وأغلب الصناعات تقوم على المياه.
وشدد الدكتور الحسين الموس أن الماء قسمة بين الناس وبين الأجيال ومع بقية الكائنات لذلك وجب الوعي بها والحذر من أن يطغى الإنسان في الميزان ويأخذ نصيب غيره ويظلمه والله عز وجل لا يرضى الظلم لنفسه ولا لعباده.
وتأتي مداخلة الدكتور الحسين الموس في إطار الندوة العلمية التي نظمها المكتب الإقليمي لحركة التوحيد والإصلاح بتنسيق مع قسم الدعوة والعمل الثقافي المركزي في موضوع “الوضعية المائية بالمغرب: مظاهر وأسباب الأزمة ومقاربات التدخل” إلى جانب المهندس عبد اللطيف سودو، ضمن برنامج الأنشطة لشهر رمضان المبارك.
موقع الإصلاح