الحركة إقليم البرنوصي سيدي مومن تنظم الإفطار السنوي الإقليمي
احتضنت قاعة عبد الجليل الجاسني بالمقر الجهوي عين السبع لحركة التوحيد والإصلاح الإفطار السنوي الإقليمي لإقليم البرنوصي سيدي مومن وذلك يوم الخميس 12 رمضان 1443هـ الموافق 14 ابريل 2022 م تحت شعار الحديث النبوي الشريف : عن أبي هريرة رضي الله عنه: “من صَام رمضان إيمانا واحْتِسَابًا، غُفِر له ما تَقدَّم من ذَنْبِه”.
وقد تميز هذا الافطار بعد الافتتاح بآيات بينات من القرآن الكريم بكلمة شرح فيه الاستاذ عبد المجيد جناوي الحديث الشريف وقدم مجموعة من الفوائد والنصائح والإرشادات التي على الصائم القيام بها ليكون صومه وقيامه إيمانا واحتسابا ومما جاء في كلام الاستاذ أن من صام شهر رمضان إيمانا بالله مصدقا بوعده محتسبا ثوابه قاصدا به وجه الله تعالى لا رياء ولا سُمعة، غُفِر له ما تقدم من ذنبه. ومن فوائد الحديث بيان فضل رمضان وعلو منزلته، وأنه شهر الصيام، فمن صامه غفرت خطاياه، وذنوبه ولو كانت كزبد البحر وجواز إطلاق قول رمضان من غير إضافة شهر.
ثم بعد ذلك تقدمت الاخت سعيدة حرمل بمداخلة بعنوان “الحياة بأركان الإيمان بينت فيها ان أركان الإيمان ستة، حيث ذكرها الله سبحانه وتعالى في قوله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ) فإذا استقرّت هذه الأركان في نفس المسلم، كان لها آثارٌ عظيمة في حياته، ومن هذه الآثار ما يأتي:
– التصديق بما ورد في الكتاب والسنة حيث إنّ الإيمان يدعو المسلم إلى تصديق كل ما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- حتى وإن خالف العقل؛ لأنّ النص مقدّمٌ على العقل، وقد ضرب لنا أبي بكر الصديق أروع الأمثلة في التصديق، في حادثة الإسراء والمعراج
– مراقبة الله تعالى في السر والعلن إنّ مراقبة الله -عزّ وجلّ- من أعظم ثمار الإيمان، حيث إن الفرد يقوم بدوره المكلّف فيه على أكمل وجه، سواء أكان ذلك على مستوى العبادات أم بوظيفته الدنيوية؛ لأنّه يستشعر أنّ الله -سبحانه وتعالى- يراه، فإن عمل عملاََ، كان عمله لله، وإن ترك منكراََ تركه لله، ومراقبة الله -تعالى- لا تأتي إلا بخير. فمراقبة الله جزءٌ من الإحسان الذي قال فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد اللَّه كأنَّك تراه، فإنَّك إن لا تراه فإنَّه يراك).[٤]
– العزّة المسلم الذي تغلغل الإيمان في قلبه، يؤمن أنّ العزّة لله تعالى، فقد قال الله عزّ وجلّ: (وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)،[٥] حيث يكون المؤمن عزيزاََ بعزّة خالقه، لذلك لم يكن عجباََ أن يقف المؤمنون الأوائل بعزّةٍ وشموخٍ في وجه الأعداء.
– الطمأنينة والسكينة حيث إنّ المسلم الذي يملأ قلبه الإيمان، يشعر بالهدوء والاستقرار النفسي، قال الله عزّ وجلّ: (الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ)،[٦] فهي حياةٌ يطمئن فيها المسلم على حياته ورزقه، ويعيش متوكّلاََ على ربه، مفوّضاََ أموره إلى الله، كما تكون حياته لا قلق فيها ولا مشاكل نفسية؛ لأنّ إيمانه في قلبه.
– أثر الإيمان في حياة المجتمع إنّ للإيمان آثاراً كبيرةً على المجتمع؛ لأنّ الشريعة الإسلامية ما نزلت إلا لإصلاح المجتمعات والأمم، وتكوين أمة إسلاميةً عظيمةً يباهي بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- باقي الأمم، ومن هذه الآثار نذكر ما يأتي:
– الاجتماع وعدم التفرقة حيث إنّه عند انتشار الإيمان في المجتمع، فإنّ ذلك يؤدي إلى الوحدة والائتلاف، وعدم التشتتّ والفرقة، فالإسلام دين الائتلاف، وليس دين الاختلاف، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يد الله مع الجماعة وإنَّ الشَّيطان مع من فارق الجماعة يرتكضُ).
– السلوك المستقيم مع الآخرين حيث إنّه اذا ملأ الإيمان صدور أفراد المجتمع، فإنّهم سيتخلّون عن الأساليب السيئة في معاملة بعضهم البعض، فتقل نسبة الكذب والغش والمداهنة في المجتمع، وإذا علم العبد أنّ ما يقع في حقّه من تقصيرٍ أو إساءةٍ من الناس إنّما هو بتقدير الله عزّ وجلّ، فإنّه يبادر إلى العفو اقتداءََ برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث كان لا يغضب لنفسه، وإنّما يغضب إذا انتهكت حرمات الله تعالى.[٩]
وللحفاظ على الإيمان في زمن الفتن والشبهات يتطلّب من المؤمن المجاهدة في سبيل ذلك، وذكرت مجموعة من الوسائل التي تُعين المسلم على الثبات في طريق الحق، ومنها ما يأتي:
- التضرّع إلى الله سبحانه وتعالى، والدعاء بأن يهدينا ويثبتّنا على الصراط المستقيم.
- الاستقامة على دين الله -تعالى- بفعل الأوامر واجتناب النواهي، قال الله عزّ وجلّ: (يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ).
- الاقتداء بنبيّنا المعصوم صلى الله عليه وسلم، والتمسّك بسنّته الشريفة، قال الرسول عليه السلام: (عليكم بسُنَّتي وسنَّة الخلفاء الرَّاشدين المهديِّين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ).
- ذكر الله تعالى، والإكثار من ذلك، قال ابن عباس رضي الله عنه: (الشيطانُ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدمَ، فإذا ذَكَر اللهَ خَنَسَ وإذا غَفَل وَسْوَسَ).
- الصبر على الطاعة، والاستعاذة بالله من الفتن، حيث إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بذلك بقوله: (تعوَّذُوا باللَّه من الفتَنِ، ما ظهر منها وما بطن)
- اختيار الصحبة الصالحة، والابتعاد عن رفاق السوء والمفتونين، وقد أمرنا نبيّنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- بعدم التعرّض للفتن، وأن يحاول المؤمن جاهداََ الابتعاد عنها وتوقّيها.
- عدم الأمن من مكر الله عزّ وجلّ، حيث إنّ الله -سبحانه وتعالى- قد حذّر عباده من مكره بقوله تعالى: (أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّـهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ)، فالظالم لنفسه نسي تحذير الله تعالى وأسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي كأنّه أخذ توقيعاََ من الله عزّ وجلّ بالأمان، أمّا المؤمنون حقاً، فقد سلكوا طريق الخوف من الله تعالى، فحسن بذلك عملهم وطاعتهم لله سبحانه وتعالى.
وتجدر الإشارة انه قام أعضاء جمعية الرسالة بفرع سيدي مومن بتقديم أنشطة تربوية ترفيهية هادفة لابناء الأعضاء والمتعاطفين.
توفيق الابراهيمي