الحرب بين نيودلهي وإسلام آباد تهدد المسلمين في الهند

يتواصل القصف المتبادل بين باكستان والهند عبر معظم خط وقف إطلاق النار في كشمير بعد أن قصفت الهند مساء الثلاثاء الماضي 9 مواقع داخل باكستان قائلة إنها “بنية تحتية تابعة لإرهابيين مسؤولين عن هجوم مسلح في كشمير” الشهر الماضي.
وأصبح وضع المسلمين في الهند أكثر هشاشة وخطورة مما كان سابقا. ففي أعقاب الهجوم ألقت السلطات الهندية القبض على ما لا يقل عن 24 شخصا في 3 ولايات (آسام، ميغالايا، وتريبورا)، بينهم نائب في المجلس التشريعي، وصحفي، وطلاب، ومحامٍ، ومعلمون متقاعدون، بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي ولاية آسام وحدها، تم تنفيذ 16 اعتقالا تحت حكم رئيس وزراء الولاية هيمانتا بيسوا سارما، المعروف بخطابه المتشدد ضد المسلمين. من بين المعتقلين النائب المسلم أمين الإسلام، الذي وُجّهت إليه تهمة التحريض على الفتنة بعدما صرّح بأن هجومي بولواما (2019) وباهالغام (2025) كانا “مؤامرتين حكوميتين”.
وفي سياق متصل، اعتقلت شرطة “جهارخاند” شابًّا في 23 إبريل الماضي بسبب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي اعتُبر دعمًا للإرهاب. كما تم اعتقال كل من وسيم خان وتنفير قريشي في ولاية ماديا براديش بتهم مشابهة.
وسُجّلت موجة من الهجمات في عدة ولايات، حيث يُتهم متطرفون هندوس باستهداف مسلمين عشوائيين، فيما يزعمون أنه انتقام لهجوم باهالغام. ففي 23 إبريل الماضي، قُتل عامل مسلم في ولاية أوتار براديش في مطعم بالرصاص وأصيب آخر بجروح. وفي ولاية كارناتاكا، قُتل رجل مسلم بالضرب، إثر اتهامه بترديد شعارات مؤيدة لباكستان.
أما ولاية غوجارات، فقد شهدت أوسع حملة اعتقالات، إذ أعلن قائد شرطة الولاية اعتقال 6500 شخص، واصفًا إياهم بـ”المواطنين البنغلاديشيين المشتبه فيهم”.
في البنغال الغربية، أفاد عدد من سائقي التوك توك المسلمين معاناتهم من التهديد والترهيب. وفي دلهي، وتم الإبلاغ عن رفض دخول العمال المسلمين إلى المنازل، رغم إرسالهم لإصلاح أجهزة التكييف، وذلك فقط بسبب أسمائهم أو مظهرهم.
وفي هذا السياق، أدان العالم البارز أرشد مدني، رئيس جمعية علماء الهند، بشدة هجوم “باهالغام”، واصفًا مرتكبيه بأنهم غير مسلمين كما انتقد استهداف المسلمين جماعيًّا، وخاصةً الكشميريين.
وتساءل مدني عن فشل الحكومة في منع الهجوم رغم الإجراءات الأمنية المشددة. كما عارض مدني “معاقبة المسلمين بدون أدلة، ودعا إلى معالجة جذور الإرهاب. وضبط النفس لتجنب مضايقة المواطنين”.