التوحيد والاصلاح بإقليم تمارة تعقد جمعها التواصلي السنوي

نظم المكتب الإقليمي لحركة التوحيد والإصلاح بإقليم تمارة يوم الأحد 23 نونبر 2025 الجمع العام التواصلي السنوي بمقر الحركة بتمارة، حضره أعضاء الحركة بالإقليم من بينهم أعضاء من المكتب التنفيذي الوطني.
وافتتح اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم تناول الكلمة الأخ رئيس المكتب الإقليمي- الذي رحب بالأعضاء الحاضرين لهذا الجمع- وذكر أن هذه المحطة تجديد للعهد على الإصلاح وتقييم الأداء لسنة مضت بتحدياتها وصعوباتها، كما أنها مناسبة لعرض البرنامج المقترح لسنة دعوية جديدة، مضيفا أن طريق الدعوة والانتماء للحركة، يحتاج صبرا ومصابرة ومجاهدة، يقول تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.

وأوضح الأخ المسؤول أن هذا اللقاء يأتي أياما بعد القرار الأممي بخصوص الحكم الذاتي لمغربية الصحراء، وأن الحركة ثمنت وباركت هذا الإنجاز في وقته.
وبخصوص القضية الفلسطينية، حمد المتحدث الله الذي هيأ الأسباب لوقف هذه الحرب الظالمة، علما بأن هذا العدو الصهيوني المجرم لا عهد له ولا أمان من شره ومكره. وقال إن دماء الشهداء غالية ولن تذهب سدى، وأن المقاومة وشعب فلسطين قدموا تضحيات جليلة ستبقى معالم في الطريق للجيل الجديد نحو النصر والتحرير لكل فلسطين.
وأشار إلى أن الحركة ساهمت بوقفات ومسيرات سندا لإخواننا من أجل النصرة وإسقاط التطبيع، مؤكدا على ضرورة انخراط جميع الأعضاء دون أي تردد بحضورهم في الوقفات والمسيرات وبذل الجهد والوقت والمال وغير ذلك نصرة وإسنادا لإخواننا في فلسطين.
ونوه المسؤول بالمشاركة الحماسية للشباب وانخراطهم للنهوض بالعمل في إطار الحركة، وختم بقوله تعالى “إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ”.
بعد كلمة مسؤول الإقليم,، قدم مسؤول التربية والتأهيل الرسالي توجيها تربويا؛ أكد فيه أن هذا الجمع العام السنوي المبار ك موعد يجمع بين تقييم للمنجز، واستشراف المستقبل، وهو أيضا مناسبة لتوجيه مجموعة من الرسائل التربوية على ضوء الوحيين وسنن الله في الكون، مضيفا أنه لابد أن نستحضر ظروف انعقاد هذا اللقاء على مستوى الوطن وعلى مستوى الأمة.
فمن جهة، عاش مغربنا الحبيب في الأسابيع القليلة الماضية نجاحا ونصرا مع اقتراب حل مشكل الصحراء المفتعل باعتماد المقترح المغربي والقطع مع الحديث عن الانفصال، ومن جهة أخرى عرفت قضية فلسطين وغزة العزة بعض الانفراج بعد أن أرغمت المقاومة الإسلامية بثباتها وصمودها العدو الصهيوني على وقف الإبادة الجماعية في حق المدنيين، والسماح بدخول بعض المساعدات، وإطلاق سراح عدد من أسراها. ومن أهم الرسائل التربوية التي أكد عليها:
أولا: وعد الله لعباده بالنصر والتمكين
فالله سبحانه وتعالى قطع وعدا صادقا لا يتخلف لمن آمن به واتقاه وعمل صالحا، قال تعالى . ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون (النور 55 ).

ثانيا : فضل الله يستلزم شكره على نعمائه
وبالنظر إلى ما نحن فيه من نعم، وما تحقق من فتح ر باني، يوجب علينا أن نفيض شكرا، راجين منه المزيد والمدد والحفظ كما وعد بذلك عباده الصادقين في قوله: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ (إبراهيم: 7)
ثالثا: ما تعيشه الأمة من إنجازات يقابله أيضا تحديات وعقبات
رابعا: ضرورة الاجتهاد في العطاء والبذل
خامسا: بناء المصلحين أولوية الأولويات.
وهنا أكد على أهمية تربية النشء على القيم وغرس المبادئ وتنمية المهارات وتأهيل الأطر، وهي الأولوية القصوى في برامجنا ومشاريعنا، وهذا يستلزم معرفة مداخل البناء ومسالكه، ونعرف عقباته ومطباته فنستثمر في الأولى، ونتجاوز الأخرى.
وفي ختام كلمته، أكد المسؤول التربوي أن إرهاصات النصر والتمكين لدين الله تبدو قريبة، يحس بها عامة المسلمين بشكل عام، ويحسها بشكل خاص، أبناء الحركة الإسلامية، الباذلين أوقاتهم وأموالهم وجهودهم من أجل إعلاء كلمة الله تعالى وإقامة شرعه سبحانه، مضيفا أنه “إذا كنا لا نعلم متى يكون النصر فإننا نعلم أننا على الطريق الموصل إليه، وإذا أراد الله نصر دينه هيأ له أسبابه، وكلنا يرى بأم عينه كيف تتحرك الأحداث بهذا الاتجاه. “
وكان هذا اللقاء السنوي مناسبة استعرض خلالها الاخ الكاتب العام، تقريرا مفصلا عن أنشطة السنة الدعوية 2024-2025، فبعد التذكير بأسس المخطط الاستراتيجي والمجالات الاستراتيجية التي ترتكز عليها أعمال الحركة، أبرز بعض المعطيات الخاصة بالإقليم، وذكّر بأهم الأهداف والمؤشرات المسطرة في البرنامج السنوي، ثم توقف عند أهم المحطات والإنجازات في مجالات عمل الحركة مثل: الدعوة والعمل الثقافي، والتربية والتأهيل الرسالي، والطفولة والشباب، والموارد و القدرات البشرية، والهوية والقيم والعمل المدني، وكذلك الحضور الرقمي والاعلام، ثم العلاقات العامة والتواصل . وخلال عرضه سلط الضوء على مجموعة من الإحصاءات ونسب الانجازات والتعثرات، ثم الصعوبات التي اعترضت إنجاز بعض الأنشطة في هذه المجالات.
ومباشرة بعد هذا العرض، تم عرض شريط قصير(جينيرك) حول أهم الأنشطة والأعمال التي أنجزها الإقليم خلال السنة المنصرمة وخصوصا: دروس المناسبات، محاضرات حول القضايا الوطنية، الدورات التربوية، أنشطة الأطفال والشباب، ثم الوقفات الخاصة بطوفان الاقصى والخرجات الأسرية.

وبعد عرض المنجزات قدم الأخ الكاتب العام العرض الثاني، ذكّر فيه بالسياق والمنهجية المتبعة لإعداد البرنامج المقترح للأنشطة، كما قدم الخطوط العريضة لمشروع برنامج الأنشطة المقترحة في برنامج سنة 2025-2026.
يشار إلى أن الجمع حرص على فتح النقاش حول البرامج المنجزة والمقترحة من خلال جلستين للمناقشة. وخلال جلسة المناقشة الأولى تقدم المشاركون بمجموعة من الملاحظات حول الأنشطة المنجزة وأسباب التعثر في إنجاز البعض الآخر، وقد تركز النقاش بالخصوص حول واقع العمل التربوي في صفوف الأعضاء وأنشطة الطفولة والشباب، وضعف التفاعل مع الهيئات الشريكة وأهمية التواصل مع فعاليات ومؤسسات وشخصيات من الإقليم، فيما أكدت بعض المداخلات على ضرورة الانفتاح على الفضاءات المناسبة.

أما في الجلسة الثانية للمناقشة، فقد قدم المشاركون بعض الاقتراحات حول البرنامج الجديد للأنشطة المقترحة للسنة المقبلة، خصوصا في مجالات التكوين عامة وتكوين الشباب خاصة، وإيجاد آليات جديدة لتفعيل العمل الدعوي والتربوي، وإعطاء المزيد من الاهتمام للمجالس التربوية، وتخصيص بعض البرامج للأسرة، وتكوين العنصر البشري والانخراط بقوة وفاعلية في توسيع دائرة العضوية.
مراسل إقليم تمارة




