التواج: المدخل الطبيعي لمحبة النبي والاقتداء به هو التعرف على سيرته
لا شك أن المغرب من الدول القليلة التي تحتفل بذكرى ميلاد النبي، ومن الدول التي تولي هذه المناسبة عناية خاصة وهو أمر غير جديد بل ضارب في تاريخ المغرب، فمنذ القرن السابع الميلادي والمغاربة يحتفلون بهذه الذكرى ولازالوا إلى الآن.
ومن مظاهر هذا الاحتفال أنهم كانوا يجتمعون لإنشاد قصائد المديح خاصة قصيدة البردة والهمزية ونظم أشعار في مدحه.
وكانوا كذلك يقرؤون سيرته في المساجد وفي البيوتات، ومن المؤلفات التي كتب الله لها القبول كتاب “الشفا” للقاضي عياض، والذي اهتم به المغاربة لقيمته العلمية فمن براعته أن القاضي عياض جعل للكتاب أربعة أقسام قسم يشكل نصف الكتاب فيه بيان تعظيم الله لنبيه وإظهار لقدره عنده قولا وفعلا، والقسم الثاني جعله لبيان حقوقه على الأمة وعلى الأنام، والقسم الثالث جعله لما يجب في حقه وما لا يجب وما يستحيل وما يتعرض له من أحوال بشرية ، والقسم الرابع جعله لحكم من تنقصه أو عابه أو أي شيء من هذا القبيل.
ولا شك أن المدخل الطبيعي لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به هو التعرف على سيرته، ولهذا يقول الإمام بن حزم رحمه الله وهو من علماء القرن الخامس:”إن الناظر في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقتضي تصديقه ضرورة ويشهد له بأنه رسول الله حقا فلو لم تكن له معجزة غير سيرته لكفى”.
الإصلاح