التقرير السنوي 14 لمؤسسة القدس الدولية: أربعة أوبئة اجتمعت على الأقصى
نشرت مؤسسة القدس الدولية تقريرها السنويّ الرابع عشر “عين على الأقصى” الذي يرصد تطورات الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد والمواقف وردود الفعل المختلفة بين 1/8/2019 إلى 1/8/2020.
رصد التقرير السنوي الرابع عشر من سلسلة “عين على الأقصى” لمؤسسة القدس الدولية، التطورات في المسجدِ الأقصى المبارك، حيث سجل أربعة أوبئة اجتمعت على المسجد الأقصى في العام المنصرم: فيروس كورونا، والاحتلال الإسرائيلي، والدعم الأمريكي غير المسبوق للاحتلال، والتطبيع العربي مع الاحتلال.
وأشار التقرير الذي رصد تطورات الاعتداءات “الإسرائيلية” من فاتح غشت 2019 إلى غاية فاتح غشت 2020، أن آثار هذه الأوبئة لم تكن عرضية بل كانت مضاعفة؛ لأن الاحتلال الإسرائيلي لديه قدر كاف من الخداع، والقدرة على استغلال الأحداث وتوظيفها لمصلحتِه:
أولا – فيروس كورونا الذي أخضع العالم بأسره، كان كفيلا بتوفير غطاء مناسب للاحتلال الإسرائيلي ليفرض إجراءاتٍ جديدة تصب في خانة مساعيه إلى ضرب “الوضع القائم” في الأقصى، وإعادةِ تعريفه وفق رؤيته نظريا وتطبيقيا، وكانَ إغلاق المسجد خوفا من تفشي كورونا ذريعة اقتنصها الاحتلال ليقول عمليا: إن إغلاق الأقصى بسبب كورونا محطة لمرحلة جديدة عنوانُها “فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المسجد الأقصى”.
ثانيا – تفشي فيروس التهويد في جسد القدس عموما، مستهدفا المسجد الأقصى حيث كان لافتا تركيز الاحتلال على مشاريع تهدف إلى ربط منطقة الأقصى بشبكة نقل عبر القطار الخفيف، والقطار السريع، والقطار الهوائي (التلفريك)؛ بهدف إغراق منطقة الأقصى بالمستوطنين الذين يصعب على الاحتلال من دونهم تحصيل مكاسب في معركة الأقصى؛ فهم وقودُها الذين يضغطون على كلّ مؤسسات الاحتلال ومراكز القوة والقرار فيه؛ لتنفيذ مشاريع تهويدية تحسم هوية القدس لتكون يهودية، وتكرس الأقصى مرتعًا لاقتحاماتهم، وشعائرهم فيه، وقد تقدموا في ذلك خطوات حثيثة، وأصبحت إقامة الصلواتِ التلمودية علنية في المسجد بحماية شرطة الاحتلال.
ثالثا – تجلى الدعم الأمريكي المفتوح بأخطر صوره مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تفاصيل ما اصطلح عليه “صفقة القرن” التي شرعت التعريف الإسرائيلي المحرف لمفهوم “الوضع القائم” في الأقصى، وأعطت للاحتلال “حق” تطبيق السيادة الكاملة عليه، ثم محاولة توفير الغطاء اللازم لسلب أراضٍ من الضفة الغربية، وتشريعِ ضمها لسيادة الاحتلال، وهو مشروع يقع في صميمه حسم مصير الأقصى ليكون في عهدة الاحتلال.
رابعا – واصلت بعض الحكومات العربية هرولتها للتطبيع مع الاحتلال، وكانت شاهدة زور على إعلان “صفقة ترامب – نتنياهو”، وقفزت بقوة إلى ميدان الشعوب لتغسل أدمغتها، وتبدل قناعاتها عبر إنتاجات إعلامية ودرامية تدعو صراحة إلى التطبيع، وإسقاط مقولة “مركزية القضية الفلسطينية”، ثم إطلاق العنان لحملات إعلامية منظّمة تروّج لسموم تفتكُ بأفكارِ الشعوب، وتحاول تكريس انقلابٍ على قيم النخوة والأخوة ومواجهة الظلم في الأمة.
وأبرز التقرير كيف أن الفلسطينيين استجمعوا قواهم للتصدي لكل هذه الأوبئة، فأطلقوا مبادرات مميزة كمبادرة “الفجر العظيم”، ونظموا العشرات من مسيرات العودة، وشاركوا في حملات واعتصامات وملتقيات عديدة داخل فلسطين وخارجها، ونفذوا عمليات بطولية ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية والقدس، وكسروا قرارات الاحتلال في غير مرة، ومنها إدخال أمين المنبر الشيخ عكرمة صبري إلى المسجد الأقصى محمولً على الأكتاف، رغم أنف الاحتلال الذي كان أصدر قرارا جائرا بإبعاده ومنعه من دخول المسجد.
س.ز / الإصلاح