رؤساء سابقون لـ”التجديد الطلابي” يقيّمون حصيلة وآفاق 20 سنة من عمل المنظمة
أكملت منظمة التجديد الطلابي أمس الأربعاء 8 مارس 2023 عشرين سنة من عمرها، بعد رصيد مقدر من الفعل الدعوي والمعرفي والإصلاحي في الجامعة المغربية كإطار مدني شبابي يعمل أساسا داخل الوسط الطلابي.
واستقى موقع “الإصلاح” آراء عدد من الرؤساء السابقين لمنظمة التجديد الطلابي حول حصيلة وآفاق العشرية الثانية من التجديد الطلابي على هامش الحفل، الذي أقيم أمس الأربعاء 8 مارس 2023 بالمقر المركزي لحركة التوحيد والإصلاح بحضور رئيسها الدكتور أوس رمَّال وورؤساء وقيادات سابقة للمنظمة وممثلين لفروع المنظمة من مختلف الجامعات.
دواعي التأسيس
اعتبر امحمد الهلالي الرئيس المؤسس لمنظمة التجديد الطلابي أن فكرة تأسيس المنظمة جاءت حصيلة أمرين أساسيين: أولها التشبث بالمنطلقات وبالقيم الجامعة وثانيها عدم التهيب من التجديد والاجتهاد ومن الابتكار والإبداع.
وقال الهلالي “عندما تكون عندك هذه المقومات تستطيع أن تنتج دينامية منتجة ومتطورة. وفي الوقت الذي شعرنا في نهاية التسعينات بأن إجابات استنفدت أغراضها ومقولات انتهت فاعليتها الاجتماعية كنا ولا بد من إنتاج فكرة تؤطر الأجيال القادمة”.
محمد البراهمي أحد الرؤساء السابقين، يرى أن فكرة تأسيس المنظمة ولدت من أجل رفع الحظر العملي والقانوني عن الحركة الطلابية المغربية، التي كانت تعيش حالة ركود وحالة جمود فجاء هذه المنظمة التي ألقت حجرة كبيرة في هذه البحيرة الراكدة من خلال حركيتها وفعلها ومبادرتها وكفكرة في حد ذاتها.
الحصيلة والكسب
ووصف مصطفى الفرجاني رئيس سابق لمنظمة التجديد الطلابي عمل المنظمة خلال 20 سنة بالمتوهج من خلال أنشطتها النوعية، معتبرا أن الانفتاح الأكبر على عدد من قضايا الطلاب والشباب المغاربة هو عنوان لنموذجية هذه الفكرة، وجواب على حجم التحدي الذي خاضه الجيل المؤسس للفكرة الطلابية الإسلامية بالجامعة المغربية.
وأشار الفرجاني إلى أن إبداع المنظمة في المبادرات وتجدير الوعي الثقافي والعمل الدعوي التربوي، أطَّر أجيال وخرج قيادات قدمت خدمة للوطن في الوزارات والبرلمان والمؤسسات والمجالات الثقافية والإبداعية والبحث العلمي والجامعة.
وفي السياق نفسه، يرى امحمد ابراهمي العضو بالمكتب التنفيذي للحركة حاليا، أن المنظمة خلقت حركة فكرية وثقافية ودعوية، واستطاعت أن تضيف إضافة نوعية في جسم الحركة الطلابية فكانت سفيرا للحركة الإسلامية داخل الجامعة المغربية، ومعبرا عن هموم ومشاكل الطلاب وعن احتياجاتهم والصوت الذي يعبر عن صوتهم في الساحة المدنية وفي التواصل مع الفرقاء بمختلف التيارات والمجالات فهي فكرة ولدت ناجحة.
رشيد العدوني أحد الرؤساء السابقين للمنظمة ونائي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، أكد من جهته أن المنظمة سجلت رصيدا كبيرا من العطاء لفائدة الجامعة المغربية والطلبة المغاربة، وساهمت في تخريج أجيال متلاحقة من المناضلين والمناضلات في مختلف الكليات والجامعات المغربية ومختلف التخصصات.
وزاد أن المنظمة بصمت أيضا على إسهام ثقافي وفكري وعلمي داخل الجامعة المغربية التي لا زالت شاهدة على العديد من المبادرات الثقافية والعلمية والفكرية، التي أطرت بها الساحة الطلابية، وظلت أيضا صوتا من الأصوات الطلابية المقاومة والمتحيزة للفكرة الإصلاحية ببلادنا ولنصرة القضايا العادلة وفي مقدمته القضية الفلسطينية التي كانت من القضايا الوطنية الرئيسية التي اشتغلت عليها.
تحديات وآفاق
ودعا امحمد الهلالي الرئيس الحالي للمركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة الجيل القادم للتفكير في المقولات والرافعات، التي تطلق ديناميات أخرى نحتفل بها في العشرين سنة القادمة تؤسس لوعي أكثر عمق ولنفس تجديدي قادر على الإجابة عن تحديات راهنة ليس في الجامعة والمجتمع فحسب، ولكن أيضا في سياق اللايقين واللااستقرار والسيولة في كل شيء.
وأشار المتحدث إلى أنه لا زالت هناك أطر وإطارات قادرة على أن تنتج المعنى، وتوفر مجالا لاستيعاب هذه الاضطرابات التي تعيش فيها الإنسانية ومنظمة التجديد الطلابي واحدة من هذه الإطارات.
وأوصى مصطفى الفرجاني الرئيس الحالي لمؤسسة بسمة للتنمية الاجتماعية أن تستمر هذه الفكرة ليس بمنطق التقليد، لكن بمنطق التجديد والتفكير لفائدة الأجيال المقبلة للشباب والطلاب المغاربة، قائلا ” فترة التأسيس وتحدياتها ليست هي تحديات هذه اللحظة، و نأمل أن نرى منظمة مستمرة لا أقول عشرين سنة القادمة بل لقرن ونصف القادم إن شاء الله لكن بتحديات وأبعاد أخرى بحول الله”.
وعبّر محمد البراهمي في أن تحمل الأجيال القادمة لواء ورسالة المنظمة، وأن تتمثل قيمها وأخلاقها وأن تسري بها داخل الجامعة والجسم الطلابي، وأن تكون خير ممثل للمشروع الإصلاحي العام من حيث تمثل قيم الإسلام وأخلاقه والدعوة إلى الله عز وجل.
وقال رشيد العدوني نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح أنه بعد مرور عشرين سنة من تأسيس المنظمة حق لنا أن نفتخر بهذا الرصيد المعتبر، وأن تضع المنظمة لنفسها أفقا نهضويا كبيرا للمستقبل، مؤكدا أن الجامعة المغربية مازالت في حاجة إلى الفعل الطلابي الراشد والجاد ومازالت بحاجة لمنظمة التجديد الطلابي.
موقع الإصلاح