البكدوري يبرز الدور التاريخي المشرف للمغاربة في الدفاع عن أرض فلسطين

 حظي رواق حركة التوحيد والإصلاح بتقديم مؤلف مهم برواق حركة التوحيد والإصلاح بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط الذي اختتمت فعالياته الأحد الماضي. المؤلف موسوم بـ “فلسطين محطات تاريخية وارتباط المغاربة بها” للدكتور محمد المهدي البكدوري القيادي في الحركة بإقليم تطوان، والطبيب المتخصص في الأنف والحنجرة.

ويقول الكاتب إن فكرة تأليف الكتاب  انطلقت في البداية من منطلق ذاتي شعر من خلاله أن لديه ثغرة معرفية كبيرة بخصوص القضية الفلسطينية بحكم عمره الذي وصل إلى العقد السابع وعايش خلال هذه السنوات كثيرا من الأحداث التي تتعلق بالقضية الفلسطينية.

ويذكر البكدوري جملة من هذه الأحداث من بينها نكسة 67 وحرب رمضان المجيدة وما كان يحدث من أعمال فدائية وغيرها، ثم كلف بعد ذلك بتقديم بعض العروض وكانت دافعا لمزيد من البحث وقدم تقريبا ما يفوق عشرين عرضا حول القضية الفلسطينية بتسلسلها التاريخي، خصوصا وأن الكتابات الشاملة في هذا المجال شحيحة نوعا ما.

ثم بعد ذلك قام بإعداد بعض العروض للشباب وإعداد معرض للوحات تعريفية بالقضية وصلت إلى حوالي 35 لوحة كل لوحة لها موضوع يتعلق بالقضية الفلسطينية، ثم فكر في أن يجمع هذه المادة في شكل كتاب موجه خصوصا للشباب، وأن يكون هذا الكتاب مبسطا ولكن في نفس الوقت يكون في حلة جيدة تشجع على القراءة، بعد استشارة أهل الاختصاص خاصة من رجال التاريخ من بينهم أساتذة جامعيين فكانت نتيجة هذا الكتاب.

خصائص الكتاب

 الكتاب من الحجم المتوسط يحتوي على 245 صفحة كلها بالألوان مع صور خرائط بيانات إما استقاها الكاتب من بعض المراجع أو قام بإعدادها، ثم هناك مقدمة للجمعية المغربية لدعم إعمار فلسطين التي قامت بتمويل تقريبا ثلاثة أرباع للكتاب وقامت بتوزيعه، ثم كان هناك تقديم للدكتور مصطفى أبو السعد الأستاذ والمربي.

الكتاب فيه 29 فصلا بالإضافة إلى مقدمة وخاتمة ثم هناك في نهاية الكتاب مجموعة من الملاحق فيها خرائط وبيانات وسلسلة كروونولوجيا للأحداث إلى غير ذلك. وكذلك لائحة لبعض المراجع  المفيدة للمقبلين على البحث في هذا الموضوع.

ومع انطلاق معركة طوفان الأقصى المجيدة كان هذا الحدث كما يذكر المؤلف، حافزاً له على الإسراع في إنجاز هذا الكتاب، حيث تم إنجازه في حوالي سنة ونصف من الكتابة والتمحيص، ويرى أنه ككل عمل بشري يعتريه الخطأ والتقصير ويحتاج في طبعات مقبلة إلى التصحيح والتدقيق وإضافات وحذف وإعادة ترتيب أو إعادة الصياغة، كما يبقى هذا الكتاب قابلا للنقد والتصحيح والتدقيق.

تصميم الكتاب

قسم الدكتور البكدوري كتابه إلى فصول من بين ما تناول فيها مكانة فلسطين في عقيدة المسلمين والموقع الجغرافي لفلسطين، وفلسطين ما قبل التاريخ، وعلاقة اليهود بفلسطين، وصراع الإمبراطوريات، والفتح الإسلامي، والحروب الصليبية، والغزو المغولي ومعركة عين جالوت،

وتطرق الكاتب إلى وعوامل قيام وبقاء الكيان الصهيوني والمسألة اليهودية، ورغبة الأوروبيين في التخلص من اليهود، ونشأة الفكرة الصهيونية، والتآمر على الخلافة العثمانية، وخديعة الإنجليز الكبرى للعرب، ثم الهجرة اليهودية وبداية الاستيطان، وبدايات المقاومة السلمية، وقرار التقسيم، وحرب النكبة وقيام دولة إسرائيل والعدوان الثلاثي على مصر، وحرب 67 أو حرب الأيام الستة، والعمل الفدائي.

وتناول الكاتب أيضا اتفاقية كامب ديفيد كانت أول اتفاقية مخزية ثم جاءت بعد ذلك الانتفاضة الأولى والانتفاضة الثانية ثم اتفاقية أوسلو، وفصل خاص بحصاد التطبيع بالنسبة للدول التي سبقتنا في مجال التطبيع خاصة مصر والأردن كانت نتيجة مؤلمة، وفصل عن حروب الكيان الصهيوني على قطاع غزة آخرها طوفان الأقصى ثم فصل خاص لدحض مزاعم الصهاينة حول فلسطين الحق التاريخي والديني لليهود في فلسطين، زفصل خاص عن ماهية اليهود هل فعلا ساميون.

وأوضح أن دراسات الحمض النووي لليهود حاليا في إسرائيل 94% منهم لا يحملون الجينوم الحمض النووي لإسرائيل وهم جاؤوا من يهود الخزر لقبائل الفروشيا تهودت، وليس لهم علاقة بإسرائيل وفي حين أن دراسة نفسها أثبتت أن الموجودين في فلسطين 80% منهم لديهم الحمض النووي الإسرائيلي الذي يعود إلى العبرانيين واليهود القدامى.

المغاربة.. تاريخ مشرف في الدفاع عن فلسطين

وخصص البكدوري فصلا خاص بمساهمة المغاربة في العمل الفدائي كمساهمة مشرفة، بداية من مساهمتهم أولا في الحروب الصليبية مع صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيين وأبلوا بلاء حسنا وكانوا يمثلون 25% من مجموع الجيش الذي كان في معركة حطين، وكان عندهم دور حاسم في ربح المعركة.

ولما انتهت المعركة المتطوعون من العراق وسوريا ومصر أرادوا الذهاب إلى حال سبيلهم فتركهم ولكن بالنسبة للمغاربة تشبت بهم فلما سئل في ذلك قال “تركت هنالك من يبطش في البحر ويثبت في البر وهم خير من يؤتمن على المسجد الأقصى”. وأعطاهم ابنه حارة خاصة بالمغاربة وباب المغاربة الذي دخلوا منه وبقوا.

ونوه بأنه لحد الساعة مجموعة من العائلات المغربية مازالوا في فلسطين ومنهم كانوا فدائين مثل دلال المغربي ومجموعة فدائيين فلسطينيين من أصل مغربي، ثم مجموعة من المغاربة الذين تطوعوا للذهاب للعمل الفدائي بدءا من الهاشمي الطود الذي ذهب ماشيا على أقدامه من المغرب إلى مصر ليدرس في مرحلة الثانوية فلما أخذ البكالوريا وجهه محمد عبد الكريم الخطابي إلى الجهاد، وجاء مع قرار التقسيم وحرب النكبة، وجاهد كما يقول في مذكراته صحبة عشرين من المغاربة.

ثم كانت مجموعة من المغاربة آخرين منهم دكتور لسان الدين بوخبزة الذي كان طبيب من مدينة تطوان، ترك مهنة الطب والتخصص وتطوع للجهاد، ثم هناك المهندس حسين الطنجاوي من تطوان كمهندس طيران التحق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومجموعة من المغاربة وغيرهم.

وتطرق الكاتب إلى حرب رمضان ومشاركة المغاربة فيها التي كانت أول هزيمة للجيش الذي لا يقهر (كما كان يطلق على المغول أنه الجيش الذي لا يقهر أطلق على إسرائيل تشبها بالمغول) فكانت أول هزيمة هي حرب رمضان أو حرب أكتوبر المجيدة .

وكان للمغاربة دور مشرف خاصة في الجولان، وقاموا بتحرير مجموعة من المدن لولا خيانة الأسد التي تركت المغاربة بدون غطاء جوي لولا أن الإخوة العراقيين هم الذين أنقذوهم لكانوا أبيدوا عن آخرهم. وهناك مقبرة في دمشق خاصة بالجنود المغاربة الذين استشهدوا في حرب الجولان سنة 1973. وخصص فصلا آخر لارتباط المغاربة بفلسطين اسميته العشق المتبادل.

يذكر أن الكتاب، أصدرته الجمعية المغربية لدعم الإعمار في فلسطين ونشرته مطبعة الخليج العربي بتطوان، ويأتي هذا الإصدار كمساهمة علمية جديدة تهدف إلى تعزيز الوعي بتاريخ فلسطين وتعميق الفهم حول ارتباط المغاربة بها، انطلاقاً من نظرة تاريخية وثقافية شاملة.

أخبار / مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى