البراهمي يؤطر الدورة الثانية لمركز عبد الله بن ياسين لتكوين وتأهيل الدعاة بجهة الوسط
نظم قسم الدعوة والعمل الثقافي بجهة الوسط يومي السبت والأحد 01 و02 ذو الحجة 1445ه الموافق 08 و09 يونيو 2024 بالمقر الجهوي عين السبع، الدورة الثانية لمركز عبد الله بن ياسين في نسختها الثالثة
وانطلقت الدورة من قوله تعالى في سورة التوبة الآية 122: “وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)“
وتميز يوم السبت بعد قراءة ما تيسر من القرآن الكريم، بتأطير الدكتور محمد البراهمي عضو المكتب التنفيذي الوطني ومسؤول قسم الدعوة والعمل الثقافي الوطني عرضا بعنوان: “خطابنا الدعوي في قضايا الأسرة من التأصيل الى فقه التدافع – تعديل مدونة الأسرة نموذجا”، وقد قسم الدكتور البراهمي العرض الى محورين: الأول نظري والثاني تطبيقي.
ففي المحور النظري، تحدث عن موقع الأسرة في مقاصد وأحكام الإسلام وقال بأن الأسرة أية وبأنها هي الأصل، كما بين الدكتورالامتداد والشمول التشريعي للأسرة في القرآن الكريم، ولضمان إستقرارها فقد فصل الله تعالى في موضوع الأسرة في القرآن الكريم.
وأشار المحاضرإلى علاقة الأسرة بالوظائف الاجتماعية والتربوية وبين بأن الإعلام ووسائل أخرى تزاحم الأسرة في القيام بأدوارها في التنشئة الاجتماعية.
بعد ذلك تحدث المحاضرعن واقع الأسرة المغربية من خلال دراسة أعدها مجلس النواب بين فيها الواقع القيمي والاجتماعي من حيث قيم الاستهلاك والفردانية المادية وتحديات التربية والتنشئة في عالم متغير، وأشار لى الوضع الاجتماعي والاقتصادي من خلال تقارير المندوبية السامية للتخطيط حول الظرفية الاقتصادية للأسر المغربية.
وقال البراهمي إن قضايا التدافع في قضايا الأسرة ذات طبيعة مرجعية أولا من حيث مسألة الموثيق الدولية والتوصيات الأممية، واستجابات المؤسسات الوطنية والتدافع بين المرجعيتين حاجة وطنية، وثانيا ذات طبيعة قانونية وتتجلى في تعلقها بالقضايا المطروحة للتعديل مثل الإرث والوصية والتعصيب وإثبات النسب، سن الأهلية، ثبوت الزوجية ومسطرة الطلاق والصلح.
وفي المحور التطبيقي أوضح الماحضرمسألة الإرث والوصية والتعصيب وإثبات النسب، وربطها بالمآل والنظرة الكلية النسقية، كما وضح سن الأهلية وأصل الواقع والعرف، وتحدث عن مسألة المساواة والعدل وربطها بالاستقراء والرؤية الكلية، ومسألة التوثيق في الزواج وربطها بالذرائع فتحا وسدا.
بعد ذلك قدم الأستاذ كريم عيار عضو القسم الدعوي بجهة الوسط، ومسؤول فرع حد السوالم عرضا تفاعليا بعنوان: “مدخل لدراسة العلوم الشرعية “، بيّن فيه أن الله تعالى خلق الكون وجعل الإنسان خليفة في الأرض، ومن أجل أن يعرف الإنسان ما عليه تجاه ربه واتجاه هذا الكون أنزل سبحانه مجموعة من الشرائع من الكتاب والسنة وبهذا ظهرت العلوم الكونية والإنسانية والعلوم الشرعية، كما أشار الأستاذ إلى أن أبواب الإسلام أربعة وهي العقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق، وقال الأستاذ بأن العلماء قد قاموا بتقسيم العلوم من حيث التصنيف الى علوم مقصودة لذاتها وغير مقصودة لذاتها ومن أجل ذلك تم وضع قواعد وضوابط لهذه العلوم.
وتميز يوم الأحد بعرض درس تربوي حول الأيام العشر الأوائل من شهر ذو الحجة تم توضيح ما ينبغي للمرء القيام به من أعمال خلال هذه الأيام من صيام يوم عرفة وذكر لله تعالى وعدم حلق الرأس وقطع الأظافر إلى أن يقوم الانسان بنحر أضحيته يوم العيد.
بعد ذلك وتحت إشراف الأستاذ مولاي مصطفى برشيدا، توزع المستفيدون من المركز إلى مجموعات من أجل تقييم تطبيقي لعرض فن الإلقاء وذلك بوضع مجموعة من المعايير والتركيز على مضمون العرض والاستشهاد بالأمثلة والقصص ومعاينة طريقة العرض والإقناع، بالإضافة إلى تقييم أسلوب العرض من الناحية الشكلية في مواجهة الجمهور، وقد وجه الأستاذ برشيدا المستفيدين إلى الجرأة واليقين بالله تعالى والإعداد القبلي والتدرب على استحضار الأفكار، وتم الختم بالدعاء الصالح وتوزيع المهام والواجبات على المستفيدين من مركز عبد الله بن ياسين لتكوين وتأهيل الدعاة.
توفيق الابراهيمي