الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية.. هل تحسمها الوعود ؟
يتوجه الناخبون في عموم تركيا إلى صناديق الاقتراع يوم 14 ماي لاختيار مرشحيهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الوقت نفسه .
ويعد الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ذو التسعة والستين عاما عن تحالف الشعب الذي تشكله أحزاب العدالة والتنمية، والحركة القومية والاتحاد الكبير، و”الرفاه الجديد” و”هدى بار” وأحد أبرز وجوه المعارضة كمال كليجدار أوغلو البالغ من العمر 74 عاما عن تحالف الأمة الذي يشكله حزب الشعب الجمهوري، الحزب الجيد، حزب السعادة، حزب المستقبل، حزب التقدم والديمقراطية والحزب الديمقراطي، أبرز المرشحين لتقلد منصب رئاسة الجمهورية التركية.
الاقتصاد مفتاح الوعود
وتشهد اللحظات الأخيرة في الحملة الانتخابية اشتداد حدة المنافسة بين معسكر الرئيس أردوغان ومعسكر المعارضة بزعامة منافسه كليجدار أوغلو للفوز بالسباق الأهم في تاريخ تركيا خلال قرن. وتركز الأطراف الانتخابية المتنافسة من الحكومة والمعارضة على جانب الاقتصاد من ناحية ومهاجمة الرؤية الاقتصادية للطرف الآخر من ناحية أخرى.
ويرتكز “تحالف الشعب” الذي يضم حزب العدالة والتنمية والأحزاب المتحالفة معه ويقوده الرئيس رجب طيب أردوغان، في وعوده الانتخابية على مسيرة ممتدة من الإنجازات التي حققها بالفعل خلال أكثر من 20 عاما في وجوده في السلطة في البلاد.
فيما يرتكز تحالف الأمة -الذي يضم أحزاب المعارضة ويقوده كمال كليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري- على استغلال الظروف الاقتصادية الراهنة في البلاد، من ارتفاع التضخم بفعل تداعيات جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا وهي الأوضاع التي أثرت على الاقتصاد حول العالم وليس في تركيا فقط، لتقديم وعود سخية لإقناع الناخبين بالتصويت للمعارضة.
وأعلن أردوغان عن تشكيل لجنة اقتصادية بقيادة نائب رئيس الوزراء ووزير المالية التركي الأسبق والخبير في البنك الدولي محمد شيمشك لدراسة المشكلات التي يعاني منها الاقتصاد التركي والعمل على حلها في أسرع وقت.
فيما قدم كليجدار أوغلو علي باباجان رئيس حزب الديمقراطية والتقدم كمسؤول عن الملف الاقتصادي؛ حال فوز المعارضة في الانتخابات القادمة، وأشاد مرشح المعارضة بالإمكانات الاقتصادية الكبيرة التي يتمتع بها وزير الاقتصاد التركي السابق في حكومتي العدالة والتنمية الأولى والثانية.
اتهامات للإعلام الغربي بالتحيز للمعارضة
وظهرت بوادر اتهامات بتحيز الإعلام الغربي لمرشح المعارضة في التغطيات الإعلامية، حيث شن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان هجوما حادا على الغرب، متهما منافسه على رئاسة تركيا مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو في الانتخابات التي ستشهدها تركيا في 14 ماي الحالي بـ«السير مع القوى الإمبريالية».
ورد كليتشدارعلى إردوغان وتصريحات سابقة لوزير الداخلية، سليمان صويلو، بادعاءات وجود تسجيلات صوتية تثبت أن مذكرة التفاهم بشأن السياسات المشتركة لتحالف «الأمة» المعارض قد تم تنقيحها من قبل سفير الاتحاد الأوروبي في أنقرة. وقال: «ليكشف عن هذا التسجيل الصوتي لماذا لا يكشف عنه؟».
وحول الادعاءات بوجود تسجيلات لزيارته إلى الولايات المتحدة منذ أشهر واللقاءات التي عقدها هناك، قال كليتشدار أوغلو: «إذا كان لديهم شيء فلينشروه، وسنكشف عن أنه مزيف خلال ساعة واحدة فقط، واتخذنا استعدادات وهناك أجهزة حديثة يمكن أن تكشف هذه الأمور في أقل من ساعة».
بين المشاريع العملاقة وارتفاع الأسعار
وقدم أردوغان العديد من الوعود الاقتصادية للشباب ولشرائح المجتمع التركي كافة، من بينها توفير الغاز الطبيعي لكافة المنازل لمدة عام إلى جانب وعود أخرى بتسهيل الزواج والمنح التعليمية للشباب.
بينما وعد كليجدار أوغلو برفع الحد الأدنى إلى 24 ألف ليرة، دون أن يقدم أي منهما تفاصيل تتعلق بكيفية تنفيذ تلك الوعود السخية، بينما يرى كثير من المراقبين أن وعد 30 ألف ليرة غير قابل للتطبيق من الأساس.
ويقود أردوغان حملته الانتخابية عبر العديد من المشروعات العملاقة كأول حاملة طائرات محلية الصنع، إلى جانب أول طائرة مقاتلة تركية وأخيرا افتتاح أكبر نفق في أوروبا بولاية طرابزون شمالي البلاد.
بينما تركز المعارضة على ارتفاع الأسعار خاصة أسعار البصل؛ الذي لم يجده المواطنون لفترة طويلة في الأسواق، إلى جانب حديثها عن زيادة مستوى الفقر بين فئات الشعب التركي.
مواقع إعلامية