الاستيطان.. تغول صهيوني ينهش مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية
صادقت سلطات الاحتلال الصهيوني على تسعة مشاريع استيطانية جديدة في مدينة القدس المحتلة خلال شهر غشت 2022، أبرزها بناء 1324 وحدة استيطانية في مستوطنة “جيلو” المقامة على أراضي جبل أبو غنيم جنوب مدينة القدس
وأوضح تقرير لمحافظة القدس أن المخطط التوسعي الجديد سيقام على مساحة 80 دونما، إضافة إلى مشروع آخر يهدف لبناء 270 وحدة استيطانية متدرجة بموازاة الجسر في قمة الجبل المقابل لقرية لفتا التحتا، ومشروع ثالث يسعى لبناء 1400 وحدة استيطانية ضمن مخطط جديد شرق القدس.
وكشفت محافظة القدس عن مخطط جديد، بدأت سلطات الاحتلال بتنفيذه ضمن سياساتها المستمرة لتهويد مدينة القدس والسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى المبارك، من خلال زرع أكثر من 25 ألف مستوطن في البلدة القديمة مع حلول 2030، إضافة إلى العديد من المشاريع التي تسعى لتسهيل اقتحام المستوطنين بأعداد كبيرة للمسجد الأقصى مثل مشروع بناء درج كهربائي ضخم يبدأ من باب المغاربة.
من جهته، قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، بأن انتهاكات الاحتلال الصهيوني لكل القوانين والأعراف الدولية لا تعرف الحدود لا في الزمان ولا في المكان، ولا تدخر سلطات الاحتلال جهدا إلا وتبذله في سبيل المزيد من السيطرة على الأرض الفلسطينية والحيز الفلسطيني، من خلال مشاريع استيطانية تأخذ أشكالا متعددة ولا تستثني محافظة من المحافظات أو منطقة من المناطق في الضفة الغربية بما فيها البحر الميت.
وأضاف المكتب، أنها سلطات الاحتلال لا تكتفي بالسعي للسيطرة على مساحات واسعة من اليابسة نتجت عن انحسار مياه البحر الميت، وتقع ضمن المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1967، بل تمتد مخططات سيطرتها بمشاريع سياحية في ما تبقى من مساحات في البحر.
ويخسر البحر الميت سنويا مساحات من الأرض التي تغمرها المياه بفعل سياسة حكومة إسرائيل التي تحجز المنابع التي تغذي البحر، لفائدة المستوطنات والمستوطنين سواء في الأراضي التي احتلتها عام 1948 أو الاراضي التي احتلتها عام 1967، حيث تحولها سلطات الاحتلال إلى أراضي دولة وتعتبرها مجالا حيويا للاستيطان في المستقبل، وما تبقى من مساحة تغمرها المياه من البحر تخطط سلطات الاحتلال لإحكام السيطرة عليها من خلال مشاريع استيطانية بلون السياحة.
وتعتزم سلطات الاحتلال تدشين سلسلة فنادق في البحر الميت على غرار جزر المالديف، وفي شكل “ريفييرا” جديدة في الشرق الأوسط حسب زعمها، حيث تخطط إسرائيل لتدشين فندق يضم 200 غرفة عائم على الماء في البداية.
وتبقى القدس المحتلة في مرمى التصعيد والمشاريع الاستيطانية والتهويدية التي لا تتوقف، وتتخذ مع كل انتخابات جديدة داخل الكيان الصهيوني منحى تصاعديا في سياق المنافسة بين الأحزاب الصهيونية صغيرها وكبيرها، وذلك واضح من كثافة هذه المشاريع التي تتبناها سلطات الاحتلال وبلدية موشيه ليون والجمعيات الاستيطانية وخاصة جمعية “العاد” التي تركز نشاطها في مدينة ومحافظة القدس المحتلة.
مئات الوحدان الاستيطانية قرب بيت صفافا
ومن المنتظر أن تصادق اللجنة القُطرية للبناء في القدس المحتلة، الأسبوع القادم على بناء مئات الوحدات الاستيطانية قرب حي بيت صفافا المقدسي على الرغم من المعارضة الأمريكية لذلك، فوزيرة الداخلية الإسرائيلية “أييلت شكيد” تضغط باتجاه المصادقة على بناء 700 وحدة استيطانية في حي استيطاني قرب بيت صفافا في القدس، حيث ستعقد اللجنة القُطرية للبناء اجتماعها الأسبوع القادم للمصادقة.
كما كُشف النقاب عن إطلاق مشروع لإقامة 162 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة “رامات شلومو” المقامة على أراضي بلدة شعفاط في القدس، حيث ستقوم مجموعة عقارية “إسرائيلية” ببناء 162 وحدة استيطانية و3325 مترا مربعا من المساحات التجارية في المستوطنة. وكانت المنطقة مخصصة أصلا للمباني العامة في العام 2019 قبل تحويلها إلى منطقة بناء سكني، حيث ستشمل 3 مبان من 9 طوابق فوق مركز تجاري من طابقين.
وفي مدينة القدس أيضا شرعت بلدية الاحتلال بالتعاون مع شركة هندسية إسرائيلية بالعمل على بناء جسر سياحي معلق للمشاة بطول 200 متر فوق أراضي حي وادي الربابة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، بدعوى تسهيل وصول المستوطنين المتطرفين إلى منطقة حائط البراق وباب المغاربة.
وكانت بلدية الاحتلال وما تسمى “سلطة الطبيعة” الإسرائيلية قد بدأت قبل سنوات بأعمال حفر في عدة مناطق بأراضي وادي الربابة لفحص التربة، إلا أن أصحاب الأراضي وأهالي سلوان تصدوا لهم ومنعوهم من استكمال الحفر.
موقع الإصلاح